[صمود الفلوجة أمام أحزاب الصليبيين]
الحمد لله على إحسانه، والشكر له سبحانه على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيماً لشانه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وإخوانه.
عباد الله! اتقوا الله، ومن تقواه أن نستشعر قضية الجسد الواحد، نستشعر أن المؤمنين كالبنيان يشد بعضه بعضاً، وما يصيب الفلوجة اليوم إنما هو بسبب ذنوبنا؛ وبسبب تقصيرنا فالفلوجة اليوم تذيق الصليب وتلقنه الدروس في العزة والثبات، رغم المحاصرة من كل الجهات.
يسأل مذيع الأخبار أحد رجالات الفلوجة الأبطال: ما هي استعداداتكم وأنتم ترون هذا الحصار يضرب عليكم من كل الجهات؟ فقال: لقد استعدينا لهم بلا إله إلا الله محمد رسول الله، لا يملكون طائرات ولا دبابات، بل حتى حاصروا المستشفيات، فالمطلوب: ثقة ويقين، وهاهي الأمة تعلن ترابطها مع العراق، وتعلن الوحدة في البأساء والضراء، وهاهي المنابر، وهاهي المساجد، وهاهي أكف الضراعة ترفع من أجل إخواننا في العراق، وهاهي البطولات تخرج والأثر يخرج من هناك، لقد أسقطوا الطائرات ودمروا الدبابات، وأسروا أحفاد القردة والخنازير والصليبيين، وقتلوا في جيش الصليب، بل لقد قتلوا قائد القوات، فإلى النار وبئس المصير، وصحيح أنه قتل منا أبرياء، وقتل منا أطفال ونساء، لكن قتلانا في الجنة وقتلاهم في النار.
يدعون أنهم يريدون أن يحرروا الشعوب، فلماذا تقتلون الشيوخ؟!! ولماذا تقتلون الأطفال؟!! وما ذنب الأبرياء؟!! ولماذا تهدم المساجد؟!! لكن صدق الله إذ يقول: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة:١٢٠].
اللهم اقلب عليهم أرض الفلوجة ناراً، وسماءها شهباً وإعصاراً.
اللهم سلط عليهم ما خرج من الأرض، وما نزل من السماء.
اللهم ثبت أهل الفلوجة، اللهم ثبت المسلمين في كل مكان، في فلسطين والشيشان وكشمير وأفغانستان وفي السودان والفلبين.
اللهم انصر من نصرهم، واخذل من خذلهم، اللهم اربط على قلوبهم، أفرغ عليهم صبراً، وثبت الأقدام، اللهم أنزل عليهم رحمة من عندك، سدد رأيهم ورميهم، واجمع كلمتهم على الحق يا رب العالمين! اللهم إنهم قلة فكثرهم، جياع فأطعمهم، حفاة فاحملهم، خائفون فأمنهم، مظلومون فانتصر لهم، اللهم انصر من نصرهم، اللهم اخذل من خذلهم.
اللهم منزل الكتاب، ومجري السحاب، اللهم اهزم الصليبيين وزلزلهم، واهزم اليهود الغاصبين وزلزلهم، اهزم المنافقين والوثنيين وأعداء الملة والدين، اللهم لا تدع لهم قوة في الأرض إلا دمرتها، ولا قوة في السماء إلا أسقطتها، ولا قوة في البحر إلا أغرقتها، اللهم اجعل جنودهم غنيمة للمسلمين، اللهم مكن المجاهدين من رقابهم، اللهم مكن المجاهدين من رقابهم، اللهم مكن المجاهدين من رقابهم.
اللهم لا ترفع لهم في بلاد المسلمين راية، ولا تحقق لهم في بلاد المسلمين غاية، وأخرجهم منها أذلة صاغرين، اللهم ندرأ بك في نحورهم، ونعوذ بك اللهم من شرورهم، فإنهم لا يخفون عليك ولا يعجزونك.
يا قوي يا عزيز! بك نصول وبك نجول، عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير، آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وطهر بيوتنا من الفواحش والشهوات، ورد الشباب والشيب إليك رداً جميلاً يا رب العالمين.
عباد الله! إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذا القربى، وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي، يعظكم لعلكم تذكرون.
اذكروا الله العظيم الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون.