اسمع وافتح قلبك قبل أن تفتح أذنيك، فإن في هذا الحديث ذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد، قال تعالى:(كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} [القصص:٨٨]، وجاء في حديث أبي هريرة كما في حديث الطور قال: (ثم يأمر الله عز وجل إسرافيل فينفخ نفخة الصعق فيصعق من في السماوات ومن في الأرض إلا من شاء الله، فإذا اجتمعوا أمواتاً جاء ملك الموت إلى الجبار فيقول: قد مات أهل السماء والأرض إلا من شئت، فيقول الله سبحانه وهو أعلم: من بقي؟ فيقول: يا رب! بقيت أنت الحي الذي لا تموت، وبقي حملة العرش، وبقي جبريل وميكائيل وإسرافيل، وبقيت أنا، فيقول الله عز وجل: ليمت جبريل وميكائيل، فينطق الله عز وجل العرش فيقول: أي رب! يموت جبريل وميكائيل! فيقول جل جلاله: اسكت إني كتبت الموت على كل من تحت عرشي؛ فيموتان، قال: ثم يأتي ملك الموت إلى الجبار جل جلاله فيقول: يا رب! قد مات جبريل وميكائيل، فيقول الله سبحانه وهو أعلم: من بقي؟ فيقول: يا رب! بقيت أنت الحي الذي لا تموت، وبقي حملة عرشك، وبقيت أنا، فيقول سبحانه: ليمت حملة العرش، فيموتون، فيأمر الله العرش فيقبض الصور من إسرافيل ثم يقول سبحانه: ليمت إسرافيل، فيموت، ثم يأتي ملك الموت فيقول: يا رب! قد مات حملة عرشك، فيقول سبحانه وهو أعلم: من بقي؟ فيقول: بقيت أنت الحي الذي لا تموت، وبقيت أنا، فيقول الله: أنت خلق من خلقي، خلقتك لما رأيت فمت، فيموت، فإذا لم يبق إلا الله الواحد الأحد الصمد الذي لم يتخذ صاحبة ولا ولداً فكان كما كان أولاً، طوى السماء كطي السجل للكتب، ثم قال: أنا الجبار لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد، ثم ينادي سبحانه: لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد، ثم ينادي سبحانه: لمن الملك اليوم؟ فلا يجيبه أحد، فيجيب نفسه تبارك وتعالى: لله الواحد القهار).