لقد وضعت هذه الأنظمة لضبط أعمال الناس وتحركاتهم ومنع الفوضى، وحتى يكون المجتمع آمناً ومستقراً فيعرف كل واحد من أفراده ما له وما عليه، وخاصة في هذا الزمن الذي ضعف فيه الوازع الديني عند كثير من الناس، ولا يردعهم إلا النظام، وهذا ما أفتى به علماؤنا الكرام.
يقول سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: لا يجوز لأي مسلم أن يخالف أنظمة الدولة في شأن المرور لما في ذلك من الخطر العظيم عليه وعلى غيره، والدولة -وفقها الله- إنما وضعت ذلك حرصاً منها على مصلحة الجميع، ورفع الضرر عن المسلمين، فلا يجوز لأي أحد أن يخالف ذلك.
وللمسئولين الحق في عقوبة من يفعل ذلك وردعه هو وأمثاله؛ لأن الله سبحانه يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وأكثر الخلق لا يردعهم وازع القرآن والسنة، وإنما يردعهم وازع السلطان بأنواع العقوبات، وما ذاك إلا لضعف الإيمان بالله واليوم الآخر، أو عدم ذلك بالنسبة إلى أكثر الخلق، كما قال سبحانه:{وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ}[يوسف:١٠٣].