أخيراً: ها قد وصلنا إلى النهاية، فإليك صوراً من حيائهن.
أخية! أغمضي عينيك برهة، واسمعي هذا القول العظيم من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وهي تقول عن نفسها: كنت أدخل البيت الذي دفن فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي رضي الله عنه واضعة ثوبي وأقول: إنما هو زوجي وأبي، فلما دفن عمر رضي الله عنه معهما والله! ما دخلت إلا مشدودة علي ثيابي حياء من عمر رضي الله عنه.
افتحي عينيك أخية! وقولي: يا سبحان الله! تستحي من الميت الذي في التراب، وهو شهيد المحراب.
لماذا لا تستحي كثيرات من النساء اليوم من الأحياء؟ لماذا تركب الأمة مع السائق وحدها بدون حياء؟ لماذا تخرج الأمة إلى السوق بلا حاجة بدون حياء؟ لماذا تخالط الأمة الرجال في كل مكان بدون حياء؟ لماذا تلبس الأمة الضيق والقصير بدون حياء؟ عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحياء من الإيمان، والإيمان في الجنة، والبذاء - يعني الفحش- من الجفاء، والجفاء في النار) رواه الترمذي وصححه الإمام الألباني رحمه الله.
وإليك خبراً آخر: مر عمر بن الخطاب رضي الله عنه في بعض طرق المدينة فسمع امرأة تقول: دعتني النفس بعد خروج عمرو إلى اللذات فاطلعت تلاعا فقلت لها علجت فلن تطاعي ولو طالت إقامته رباعا أحاذر إن أطعتك سب نفسي ومخزاة تجللني قناعا فقال عمر: أي شيء منعك؟ قالت - واسمعي ما قالت-: منعني الحياء، وإكرام عرضي، فقال عمر رضي الله عنه: إن الحياء ليدل على هناة ذات ألوان، من استحيا استخفى، ومن استخفى اتقى، ومن اتقى وقي، وكتب عمر إلى زوجها فأرجعه إليها.
أيتها الغالية! الحياء لا يأتي إلا بخير، وإذا ذهب الحياء ذهب الدين كله.
قال صالح بن جناح: إذا قل ماء الوجه قل حياؤه، ولا خير في وجه إذا قل ماؤه وقال بعض العرب: كأني أرى من لا حياء له ولا أمانة وسط القوم عرياناً.