بصراحة! الشباب يحتاجون إلى مراجعة حساباتهم، الشباب بحاجة إلى أن يراجعوا حساباتهم وأن يستقيموا في صفوف المصلين، سأسلك سؤالاً واصدقني في
الجواب
كيف أنت مع صلاتك؟ وهل صليت الفجر اليوم في جماعة المسلمين أم مع المتخلفين، أم كنت مع الذين أولئك الذين لم يركعوا ويسجدوا لله رب العالمين؟ كم عمرك اليوم؟ لقد بلغت من العمر عتياً؛ بعضنا جاوز العشرين وبعضنا جاوز الثلاثين وبعضنا قد جاوز الأربعين.
لن أسألك عن العشرين ولا عن الثلاثين ولا عن الأربعين سنة، سأسلك عن أشهر مضت منذ بداية العام حتى يومنا هذا: قل لي وكن صادقاً كم مرة فاتتك صلاة الجماعة؛ مرة أم مرتين أم ثلاثاً؟ قل لي واصدقني بالله العظيم كم مرة ناداك منادي الله: الصلاة خير من النوم وواقع حالك يقول: النوم خير من الصلاة؛ مرة أم مرتين أم ثلاثاً؟ وأنت يا من تدعي أنك محافظ على الصلوات وأنك لا تتخلف عن الجماعات! اصدقني وقل لي بالله العظيم: كم مرة تفوتك تكبيرة الإحرام على مدى أشهر وعلى مدى أيام؟ والله لا يستقيم حال الشباب صغاراً ولا كباراً حتى يستقيموا في صفوف المصلين.
قرأت عبارة جميلة علقت في أماكن كثيرة هنا وهناك: إذا أردنا النصر فلنصل الفجر.
إذا أردنا أن ننتصر على أعدائنا فلا بد أن ننتصر أولاً على أنفسنا.
ابدأ بنفسك فانهها عن غيها فإن انتهت عنه فأنت عظيم والله الذي لا إله إلا هو إنك لن تلقى الله بقربة أعظم من المحافظة على الصلوات، والله لن يقودك إلى الجنان إلا المحافظة على الصلوات، ولو سألت أهل النيران عن سبب سلوكهم ذلك الصراط وذلك الطريق الضال:{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ * قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ}[المدثر:٤٢ - ٤٣].
فالشباب بصراحة يحتاجون إلى مراجعة حساباتهم، حتى الشيب حتى الكبار يحتاجون إلى مراجعة الحسابات، فأين نحن من أولئك الذين لم تفتهم الصلوات؟ هذا يقول: أربعين سنة لم تفتني تكبيرة الإحرام، وآخر يقول: خمسين سنة ما فاتتني صلاة الجماعة، فأين نحن من هؤلاء؟ والله لن يتغير الحال ولن يتغير الواقع إلا إذا انضبطنا في صفوف المصلين، ولن يكون للكلام الذي سمعناه بالأمس ولا من قبله ولا اليوم أثر حتى نغير ما بأنفسنا، والصادق هو الذي يصدق مع نفسه، وما ربك بظلام للعبيد.
أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجعلني وإياكم من الذين هم على صلاتهم دائمون، وأن يجعلني وإياكم من الذين هم على صلاتهم يحافظون، وأن يجعلني وإياكم من الذين هم في صلاتهم خاشعون، اللهم اجمع شملنا، ووحد صفنا، وأصلح ولاة أمورنا، وانصرنا يا قوي يا عزيز على القوم الكافرين.
وأستغفر الله العظيم، وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.