للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[مجيء النار يوم القيامة]

ثم تزداد الشدائد والأهوال، فيؤتى بجهنم يسمع: {لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا} [الفرقان:١٢]، قال سبحانه: {كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا * وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى * يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي} [الفجر:٢١ - ٢٤]، وعند ذلك يندم النادمون، ويتحسر المتحسرون، ويتمنون أن لو ساعة واحدة يرجعون ليعملوا صالحاً، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون ألف زمام، مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها) لو تركت على أهل المحشر لأتت عليهم من أولهم إلى آخرهم، قال تعالى: {إِذَا رَأَتْهُم مِنْ مَكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا * وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَانًا ضَيِّقًا مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُورًا * لا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُورًا وَاحِدًا وَادْعُوا ثُبُورًا كَثِيرًا} [الفرقان:١٢ - ١٤].

إنه يوم: {مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج:٤]، {إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا * وَنَرَاهُ قَرِيبًا} [المعارج:٦ - ٧]، إنه يوم الطامة ويوم الصآخة، إنه يوم الفرار قال تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس:٣٤ - ٣٧]، والناس على هذه الحال في الموقف الشديد، والكرب العظيم، ويطول الانتظار والكل ينتظر الحساب والوقوف بين يدي الملك الديان.