للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[المنافقون وخطرهم على الأمة الإسلامية]

ومن الدروس والعبر التي اتضحت وظهرت: أن الإعلام العربي إعلام خائن جبان، وأنه لا يستطيع أن يقول الحق، فليته اتقى الله وسكت ولكنه نطق بالباطل بل بالكفر والعياذ بالله! لقد تواطأ الإعلام العربي لدرجة غير مسبوقة، فانطلق كلاب الإعلام المرئي والمقروء والمسموع يفخمون ويضخمون ويعظمون الهالة الأمريكية، وتسارعت وسائل الإعلام لتبث تهديد الحكومة العميلة لشعبها وأنها ستسحقه كما تسحق الشعوب المسلمة في كل مكان، وما رأينا في وسائل الإعلام إلا تهديدات بوش ورامسفيلد وباقي قتلة الأطفال من الجنرالات الأمريكية والمسئولين الخونة من العراقيين، وفي المقابل لم نسمع من إعلامنا أنه نقل لنا أنات الأطفال وصيحات النساء وبكاء الشيوخ وهم يقصفون بعشرات الآلاف من القنابل المحرمة، لكنها محرمة علينا وحلال عليهم، بل بلغ الجبن إلى درجة أنه لم يتجاسر إعلامنا الجبان على إعلان أية خسائر للقوات الأمريكية إلا ما سمح له بذلك سيدهم الأمريكي، وهدفهم والله من هذا: إحباط معنويات الشارع المسلم، فلا يسمع إلا عن انتصارات الصليب حتى لا يتفاعل مع شعب العراق المسلم ومع المجاهدين.

عجيب أمرهم قتلوا بالفلوجة بزعمهم أكثر من ألف وخمسمائة من المجاهدين، أين صورهم؟ أين وثائقهم؟ أين أخبارهم الصحيحة؟ أين أخبارهم الموثقة؟ فليأتوا ببرهانهم إن كانوا صادقين.

على مدى عام ونصف لم يستطيعوا دخول الفلوجة، بل أذاقتهم الويل، فجمعوا لها أكثر من عشرين ألفاً وحاصروها براً وبحراً وسماءً، جاءوا ومعهم أذنابهم من القوات العراقية المرتدة التي سجلت أعظم خيانة لله ولرسوله، فأي خيانة أعظم من أن تقاتل مع المحتل لتدمير بلاد المسلمين وقتل الضعفاء والفقراء والمساكين؟ أما قال الله: {فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ} [المائدة:٥٢] وقال قبل هذا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة:٥١]؟ عباد الله! لا تنطلين عليكم الحيلة؛ فإن المعركة تنقل لنا بالعدسة الأمريكية وبأيدي إعلامنا الكذاب الخائن الجبان، وسيتبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا وسيرون العذاب الأليم.

بالأمس القريب نشرت جريدة الشرق الأوسط الخبيثة مقالات وتحليلات عن الأحداث هناك فقالت: لقد تسبب المتمردون -أي المجاهدون- بحرمان أهل الفلوجة من بيع الخمور وسماع الأغاني ومشاهدة الأفلام.

قبح الله أقلامهم {وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ * لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلًا لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ} [التوبة:٥٦ - ٥٧]، والله الذي لا إله إلا هو سيتبرأ منهم بوش وشارون وسيعلم أهل الإعلام الكاذب أي منقلب ينقلبون.

نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.