ماذا كان يحدث على تلك الشواطئ حتى حل بها ما حل؟ وقفت حائراً أتفكر، يا ألله! ما الذي حدث هنا؟ قرى أُبيدت عن بكرة أبيها فما رأيت مثل هذا إلا في كلام الرحمن {فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا}[النمل:٥٢] وقوله: {فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ}[القصص:٥٨]، فما الذي حدث حتى أغضبوا الجبار جل جلاله فغارت بحاره وأرضه وصنعت بالبشر ما صنعت؟! قلت لأحد الذين نجوا: ما الذي كان يحدث هناك؟ قال: كان يحدث على الشواطئ أمر يفوق الخيال، اختلط الحابل بالنابل، قلت: من السواح؟ قال: لا، بل من المسلمين أنفسهم، فقد أصبحوا يعاقرون الفاحشة على مرأىً ومسمع من كل منهم، فهذا يزني بتلك، وهذا يزني بتلك، والجميع ينظر بعضهم إلى بعض! ثم يأتي الكفار فيزنون ببنات المسلمين على الشواطئ والمسلمون يرون ذلك ولا يتحرك فيهم شيء! قلت لهذا: أين تسكن؟ قال: هذا بيتنا! فلم أر شيئاً، قلت له: من فقدت؟ قال: فقدت أمي وأبي، قلت: أين كنت في تلك الساعة؟ قال: كنت أتجول على المساجد أعلق فيها صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وصفة وضوئه في تلك الساعة التي حل فيها الدمار، سبحان الله! {وأنجينا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ}[الأعراف:١٦٥]، قال: كنت أنكر عليهم ما كان يحدث هناك، وكنت أحذرهم أن العقوبة ستحل علينا، ولكن لقد أسمعت لو ناديت حياً.