فتأمل عبد الله! موقفك غداً بين يدي العزيز القهار، والله! إنها ساعة لا يخفى على المقيمين رهبتها، ولا على المتقين شدتها، فاللهم يسر ختامنا! ويمن كتابنا، وثقل موازيننا، وزحزحنا عن النار، وأدخلنا الجنة يا عزيز يا غفار! تذكر وقوفك يوم العرض عرياناً مستوحشاً قلق الأحشاء حيرانا النار تزفر من غيض ومن حنق على العصاة ورب العرش غضبانا اقرأ كتابك يا عبدي على مهل فهل ترى فيه حرفاً غير ما كانا فلما قرأت ولم تنكر قراءته وأقررت إقرار من عرف الأشياء عرفانا نادى الجليل: خذوه يا ملائكتي وامضوا بعبدي إلى النيران عطشانا المشركون غداً في النار يلتهبوا والمؤمنون بدار الخلد سكانا