أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله! لقد حذرنا الله تبارك وتعالى من الشيطان، وأخبرنا أنه عدو لنا، فالمطلوب منا أن نتخذه عدواً، فإذا كان عدواً لنا فلا بد أن نعرفه تمام المعرفة، ونعرف أساليبه، ونعرف طرقه في إضلال البشرية؛ حتى نكون على حذر منه، وحتى نكون على أهبة الاستعداد إذا هاجمنا بأي وسيلة من وسائله.
فحين تسأل الزاني: لماذا زنيت؟ فإنه يقول: إن السبب هو الشيطان، وحين تسأل السارق: لماذا سرقت؟ فإنه يقول: إن السبب هو الشيطان، وحين تسأل القاتل: لماذا قتلت؟ فإنه يقول: إن السبب هو الشيطان، وحين تسأل الذي طلق زوجته: لماذا طلقتها؟ فإنه يقول: إن السبب هو الشيطان، فهو عدونا الأول الذي هدفه إغواء البشرية وإضلالها حتى يدخلها معه في النار:{إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُوا حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}[فاطر:٦].
فالشيطان يقول: عجباً لبني آدم يدّعون أنهم يحبون الله ويعصونه، ويدعون أنهم يكرهونني ثم يطيعوني.