إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله! يختلف الناس في مطالبهم في أهدافهم في غاياتهم، وهم كذلك يختلفون في أمر آخر، يختلفون في الهمم التي توصلهم إلى تلك الأهداف وتلك المقاصد وتلك المطالب، فهم يختلفون في المطالب والمقاصد، ويختلفون في الهمم التي توصلهم إلى أهدافهم، فمن الناس من يتكلم عن أهداف عالية ومقاصد سامية، ولكن أفعالهم لا تصدق أقوالهم، قال أهل العلم: هذا متمنٍ مغرور، فما نيل المطالب بالتمني.
وآخرون لا يتكلمون ولكن أفعالهم تدل على أنهم أصحاب همم عالية، إذا ناداهم منادي الله لبوا وأجابوا وما ترددوا ولا تكاسلوا ولا تهاونوا.
ومن يخطب الحوراء لم يغها المهر.
فالناس تتفاوت في غاياتها وأهدافها، وتتفاوت في هممها التي توصلها إلى تلك الأهداف.