[شجاعة النبي عليه الصلاة والسلام وحكمته عند الهزيمة]
أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يجمع أصحابه الذين تبعثروا في أرض المعركة، وأراد أن يبث الروح فيهم مرة ثانية، فأعلن عن مكانه في أرض المعركة معرضاً حياته للخطر، والكفار يريدونه هو- بأبي هو وأمي-، ومع هذا وقف موقف الشجعان، وكان باستطاعته أن ينسحب من أرض المعركة، ويلوذ بظهر الجبل، لكن ما كان له أن يترك الرجال هناك، فأخذ ينادي:(أيها المسلمون! أنا محمد بن عبد الله)، فلما سمعوا صوته ارتفعت العزائم، فقائدهم حي يرزق، وحبيبهم بين أظهرهم يقاتل معهم، فارتفعت عزائم الرجال، فشقوا الصفوف حتى وصلوا إليه صلى الله عليه وسلم، وتكوكبوا من حوله.