إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد: فإن أصدق الحديث كلام الله، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة، وكل ضلالة في النار.
عباد الله! منذ سنوات طوال وأمة الإسلام تعاني ما تعاني من الأهوال.
قتل وتشريدٌ وهتك محارم فينا وكأس النائبات دهاقُ الأقصى منذ عقود وهو يئن ويشتكي، والآهات تأتي من الشيشان، وكشمير بكت، وقبلها مندناو وأفغانستان، ومن البوسنة وكوسوفا كانت تأتينا الأخبار، أخبار الاغتصابات والانتهاكات والمعتقلات، واليوم عراقنا جريح محاصر، والعراقيات يرسلن الرسائل والاستغاثات، أرسلت إحداهن رسالة من المعتقل تقول فيها: أدركونا فبطوننا وأرحامنا تحمل أبناء الصليبيين.
وتتتابع المصائب والابتلاءات! بالأمس القريب قتلوا أحمد ياسين غدراً، ثم ما كادت دموعنا تجف حتى أتبعوه بـ عبد العزيز الرنتيسي، ثم فجعنا بـ أبي الوليد المجاهد الصنديد والمقاتل العنيد.
يا رب! يا رب! يا فارج الأزمات والكرب! وكاشف الغم والويلات والنوب! إليك وحدك نشكو ما ألم بنا فقد غدونا نعاني شر منقلب في كل صقع من الأصقاع نازلة بالمسلمين وحال العرض في تعب يا رب! هذي شعوب الأرض قد وثبت وأمتي بعد لم ترق أو تثب يا عالم الغيب يا سؤلي ومؤتملي متى تعود إلينا وحدة العرب تعود في قوة والدين يعصمها من المهاوي التي تودي إلى العطب