اسمع يا رعاك الله! كيف يصور ابن القيم حسنهن وجمالهن فيقول: يا خاطب الحور الحسان وطالباً لوصالهن بجنة الحيوانِ لو كنت تدري من خطبت ومن طلبـ ت بذلت ما تحوي من الأثمانِ أسرع وحث السير جهدك إنما مسراك هذا ساعة لزمانِ فاسمع صفات عرائس الجنات ثـ م اختر لنفسك يا أخا العرفانِ حمر الخدود ثغورهن لآلئٌ سود العيون فواتر الأجفان والبرق يبدو حين يبسم ثغرها فيضيء سقف القصر بالجدرانِ ريانة الأعطاف من ماء الشبا ب فغصنها بالماء ذو جريانِ والقدّ منها كالقضيب اللدن في حسن القوام كأوسط القضبانِ والجيد ذو طول وحسن في بيا ض واعتدال ليس ذا نكرانِ والريح مسك والجسوم نواعم واللون كالياقوت والمرجان وكلامها يسبي العقول بنغمة زادت على الأوتار والعيدانِ أترى يليق بعاقل بيع الذي يبقى وهذا وصفه بالفاني يقول سفيان: بينما أهل الجنة في الجنة إذ سطع نور فقيل: ما هذا؟ قيل: حورية ضحكت في وجه زوجها، لنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها، لو بصقت في بحر لجي لأصبح عذباً فراتاً، ولو أطلت من السماء لغطى نور وجهها نور الشمس والقمر.