قال سبحانه مبيناً حقيقة الحياة ومبيناً أيضاً طريق النجاة:{اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا وَفِي الآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ}[الحديد:٢٠]، فالخالق أخية يبين أن الحياة لا تعدو عن كونها خمسة أشياء: لعب، ولهو، وزينة، وتفاخر، وتكاثر، من انشغلت بهذه الأشياء عن طاعة ربها كان له في يوم القيامة عذاب شديد، ومن سددت وقاربت كان لها يوم القيامة مغفرة من الله ورضوان.
أقول: الذي بين الحقيقة لهذه الحياة هو أيضاً بين طريق النجاة، فقال سبحانه في الآية التي تليها:{سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ}[الحديد:٢١]، اللهم لا تحرمنا فضلك، فلما كانت الحياة سباقاً وجهاداً وتعباً ونصباً، فهم الأولون هذا المعنى، وساروا إلى الهدف.