من أحوال الغارقين: أوقاتهم لهو ولعب، غناء وطرب، لا يعرفون معروفاً ولا يُنكرون منكراً، يعرفون أسماء المغنين والمغنيات، والساقطين والساقطات، بل ويعرفون ميولهم ورغباتهم وأخبارهم، بل ربما يعرفون أسماء زوجاتهم وأبنائهم، ولا يعرفون سيرة محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة أصحابه وسيرة أمهات المؤمنين رضي الله عنهم أجمعين.
يقرءون الصحف والمجلات وينفقون في سبيلها عشرات بل قل مئات، ولا يقرءون القرآن ولا حتى لحظات، تراهم عند الإشارات قد رفعوا أصوات مكبرات السيارات على موسيقى وألحان، وهي مزامير الشيطان، تهتز أجسادهم طرباً ونشوة لذلك، ولا يهتز لهم قلب عند سماع القرآن، قال الله للشيطان:{وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}[الإسراء:٦٤]، قال صلى الله عليه وسلم:(ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف).
قال ابن القيم رحمه الله وهو يرد على أهل الغناء: ألا قل لهم قول عبد نصوح وحق النصيحة أن تُستمع متى علم الناس في ديننا بأنَّ الغنا سنة تُتبع وأنَّ يأكل المرء أكل الحمار ويرقص في الجمع حتى يقع جراحات أمتنا في كل مكان في فلسطين وأفغانستان والشيشان وهؤلاء يمسون ويصبحون على الألحان.
ها هو الأقصى يلوك جراحه والمسلمون جموعهم آحاد دمع اليتامى فيه شاهد ذلة وسواد أعينهن فيها حداد يا ويحنا ماذا أصاب شبابنا أوما لنا سعد ولا مقداد المجاهدون يبيتون على أصوات المدافع والدبابات، وهؤلاء ييبتون على أصوات المغنين والمغنيات، إنهم يغرقون وهم لا يشعرون!