إليك خبر عابد صغير من أهل زماننا، أخبرني أحد الثقات عن ابن أخيه، واسمه مسفر وعمره خمس سنوات.
يقول: بدأت قصة مسفر عندما قلت له: إن الذي يصلي يحبه الله، ومنذ تلك اللحظة وهو محافظ على الصلوات جميعها، بل في الصف الأول، بل خلف الإمام أكثر الأحيان وإذا سألته لماذا تصلي؟ يجيب بكل بساطة وعفوية: حتى يحبني الله، يقول: في يوم من الأيام ارتفعت حرارة مسفر واحمرت عيناه من شدة المرض، فلما رأى أباه خارجاً سأله: إلى أين يا أبي؟ فقال: إلى المسجد، إلى صلاة العصر، فقام من حضن أمه وقال لأبيه: سوف أذهب معك إلى المسجد، فقال: ولكن أنت مريض، وحرارتك مرتفعة، فرد مسفر: أذهب إلى المسجد والله سيشفيني؛ لأن الله يحب الذين يصلون.
يقول صاحبي: فذهب إلى المسجد وصلى، وخرج من المسجد معافى، كأنه لم يكن به شيء، ولم تنته القصة: ذهب مسفر لزيارة عمته، ولما أراد أبوه أن يرجعه إلى البيت، رفض الرجوع، قال: أريد البقاء مع عمتي، وهي أمي من الآن وأصبح يناديها بأمي.
أتدرون ما السبب؟ السبب: أن زوج عمته مؤذن، ويأخذه إلى المسجد مبكراً، وهو يحب التبكير إلى الصلاة كلما اتصلت عليه أمه، قال: اسمعي أماه، الله أكبر، الله أكبر.
يردد على مسامعها الأذان، أقول: آن الأوان أن نربي أنفسنا وصغارنا على الصلاة؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم:(مروهم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر).