وقراءة أبي بكر {بزِينَةٍ الكَوَاكِبِ}(١) مِنْ هذا قرأ على الأصل، ويجوز فيمن قرأ {بزينةِ الكَوَاكِب} أنْ يكون مضافاً إلى الفاعل أي: بأن زانتها الكواكب، والأصل بزينةٍ الكواكب. ويجوز في قراءة أبي بكر أن تكون (الكواكب) بدلاً من موضع (بزينة)، وأما قراءة حفصٍ وحمزة فَعَلَى أنَّ الزينة اسمٌ لِمَا يُتَزَيَّنُ به، و (الكواكب) عطفُ بيانٍ كما تقول: تزينت بزينةٍ لؤلؤٍ وياقوتٍ، ويجوز أن تكون الزينة على هذه القراءة مصدراً، ويجعل
(الكواكب) زينةً على المبالغة.
وأما الإضافة فلها على أنَّ الزينة اسمٌ لما يُتَزَيَّنُ به وجهان:
أحدهما: أن يُراد بالإضافة البيانُ للزينة، لأنَّ الزينة تكون بالكواكب وبغيرها، كقولك: خاتمُ حديدٍ.
والثاني: أن يُرَاد زينة الكواكب في أنفسها.
و {يَسَّمَّعون} أصله يتسمعون ومعنى يسَّمَّعون: أنهم لما يئسوا من السماع لم يتعرضوا له بعد ذلك يأساً منه، و «بثقليه» أراد به تشديد السين وتشديد الميم، وأشار بقوله:«شذاً عَلا بثقليه» إلى أنَّ قوماً اختاروا هذه القراءة كأبي عُبيدٍ وغيره، وقالوا: لوكان يَسْمَعُون بالتخفيف لقال: الملأ الأعلى بغير (إلى).
ومعنى قراءة التخفيف: أنك إذا قلت: سمعت كلام فلان أخبرت أنك أدركته، وإذا قلتَ: سمعت إلى كلامه، أخبرت أنك أدركته مع الإصغاء إليه.
(١) الآية ٦ من سورة الصافات. وقرأ عاصم وحمزة {بزينة الكواكب} بتنوبن زينة وجر الكواكب إلا شعبة فإنه قرأ بالنصب، والباقون بترك التنوين مع الجر.