للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحمْدُ للهِ بارئِ الأنامِ بحكمتهِ، وفاطرِ السَّمَواتِ/ والأرض بقدرته، الأولِ بلا عديل، والآخرِ بلا مثيل، والواحدِ بلا نظير، والقاهرِ بلا ظهير، ذي العظمة، والملكوت والعزة والجبروت، الذي لا يؤوده حفظُ ما ابتدأَ، ولاتدبيرُ مابدأَ، جلَّ عن تحديد الصفات، فلا يُرامُ بالتدبير، وخَفِيَ عن الأوهام فلا يُقَاسُ بالتفكير. ومرَّ في الخُطْبة المتقدمة إلى آخرها. ثم قال:

أما بعد

حمداً لله، والثناء عليه بما هو أهله، والصلاة على محمد نبيه، فإنَّ أولَ ماتَفَكَّر فيه المتفكرون، واعتبر به المعتبرون، وأنْصَتَ إليه المستمعون: كلامُ اللهِ الذي هو شفاءٌ لما في الصُّدورِ، وهدىً ورحمةٌ للمؤمنين.

روي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «يقول الله -عز وجل-: مَنْ شَغَلَه قراءةُ القرآنِ عن دعائي ومَسْأَلَتِي أعطيتُه أفْضَل ثوابِ الشَّاكِرِين» (١)

وروي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «فَضْلُ كلامِ اللهِ -عز وجل- علَى سَائِرِه من الكلام كفضل الله على خَلْقِه» (٢)

وروي عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «إنَّ الكتابَ الأولَ أُنْزِل من بابٍ واحدٍ، ونَزَلَ القرآنُ من سبعةِ أبوابٍ على سبعةِ أحرفٍ، زاجرٍ وآمرٍ، وحلالٍ


(١) رواه الترمذي في سننه برقم/ ٢٨٥٠ فضائل القرآن، وهو عن أبي هريرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- «يقول الله -عز وجل- من شغله قراءة القرآن عن دعائي ومسألتي أعطيته أفضل ثواب الشاكرين، وفضل كلام الله -عز وجل- على سائر الكلام كفضل الله على خلقه» قال الترمذي: حديث حسن غريب.
(٢) أورده الدارمي في سننه ٢/ ٤٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>