وأما قراءة أبي الحسن علي بن حمزة الكسائي فمن رواية أبي عمر حفص ابن عمر الدوري من طريق جعفر بن محمد، ومن رواية أبي الحارث الليث ابن خالد من طريق محمد ابن يحيى الكسائي.
وقد أجزتُ له وفقه الله بجميع هذه القراءاتِ السبع من الروايات والطرق المنصوصة على سبل الإجازة والرواية، وأَذِنْتُ له أن يقرأ ويُقرئَ بها على حسب ما قرأها علي، وأخذتها عليه، وضبَطَها عني وسمعها مني، وعلى حسب ما نص عليه الإمام الحافظ المقرئ اللغوي أبو عمرو في مصنفاته التي سمع بعضها علي ولا يخالف ذلك ويتعدَّاه (١) إلى غيره فهو الطريق الواضح، والسبيل القويم إن شاء الله.
وقد قرأتُ القرآن بهذه القراءات من الطرق المذكورة على الإمام المقرئ الزاهد أبي داود -رضي الله عنه- حدثني بها عن شيخه الحافظ أبي عمرو عن شيوخه المذكورة، وأسانيد قراءتهم في التيسير وغيره من أوضاعه رحمه الله.
وكذلك أجزتُ له جميع ما أحمله عن الشيخ الإمام المقرئ المذكور عن شيوخه من القراءات والتفسير، والناسخ والمنسوخ، والمعاني والإعراب، والغريب والمشكل، والأحكام، وعدد الآي، والعبادات والرقائق، وسائر المصنفات في الحديث، والمؤلفات في الفقه من الجامعات والمختصرات، وغير ذلك من أنواع العلم وضروبه، مما قد تضمن ما ذكرته وما لم أذكره من شيوخه -رضي الله عنهم-.