للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {سَالَ سايل} (١) عند مَنْ لم يجعله مِنْ سال. يسأل، وعليه أنشد سيبويه (٢):

سالتْ هُذَيلٌ رسولَ اللهِ فِاحِشَةً … ضَلَّتْ هُذيلٌ بما سالَتْ ولم تُصبِ

ومنه قولهم: (هما يتساولان) ولك أن تجعله مِنْ قرأ يقرأ أي: يتبع، وجمع أومن قُرئ يقرئ أي: أضاف، والأول أولى، وإن علقت به القارئ قضيت بزيادة الباء كقوله:

........................ … نضربْ بالسيفِ ونرجو بالفرج (٣)

ولك أن تعلقه بمحذوفٍ أي: مغتبطاً به ونحوه فيكون متمسِّكاً على هذا حالاً بعد حالٍ، ويجوز أن يكون معناه: عليك به متمسِّكاً، ولك أن تعلقه بمتمسِّكاً على إرادة التأخير، والعامل في الحال: القارئ، وكذلك إذا قدرت زيادة الياء، والنداء هاهنا لمن قرأ القرآن متمسِّكاً مجِّلاً مبجلاً في جميع الأحوال.

فمِن إجلال القرآن ترك الجدال والمِرَاء فيه. جاء في الحديث: «اقرؤوا القرآن ماائتلفت عليه قلوبكم، فإذا اختلفتم فقوموا عنه» (٤). وفي


(١) الآية (١) من سورة المعارج.
(٢) البيت لحسان بن ثابت وهو في ديوانه ص/ ٦٧، وانظر كتاب سيبويه ٢/ ١٣٠.
(٣) صدر البيت: «نحن بنو ضبة أصحابُ الفَلَج».
وهو في المغني ١/ ١٠٨، والدر المصون ٨/ ٣٢٩ كان ينبغي أن يقول: نضرب بالسيف ونرجو الفرج، ولكن لما جعل الفرج متعلقةً بالسيف زاد لها الباء للاتباع.
(٤) رواه البخاري في فضائل القرآن باب اقرؤا القرآن مااتلفت قلوبكم ١/ ٢٣٧، والدارمي في سننه ٢/ ٤٤١. ومعنى ذلك داوموا على قراءته ما اجتمعت ودامت قلوبكم تألف القرآن، فاقرؤوه على نشاط منكم فإن مللتم وغابت قلوبكم عن التدبر والتفهم فقوموا عنه إلى وقت تعودون في محبة قراءاته. اهـ انظر: فيض القدير ٢/ ٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>