للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحديث أيضاً «وإياكم والاختلاف فإنما هلك من كان قبلكم باختلافهم» (١). وقال -صلى الله عليه وسلم- «المِرَاء في القرآن كُفْر» (٢).

ومن إجلاله: اجتناب حامله كل ما يشين من الأفعال المستقبحة.

قال ابن مسعودٍ: ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله/ إذا الناس نائمون، وبنهاره إذا الناس يفطرون، وبورعه إذا الناس يخلطون، وبتواضعه إذا الناس يتكبِّرون، وبحزنه إذا الناس يفرحون، وببكائه إذا الناس يضحكون، وبصمته إذا الناس يخوضون.

وقال الفضيل: ينبغي لحامل القرآن ألا يكون له حاجةٌ إلى أحدٍ من الخلق إلى الخليفة فمن دونه، وينبغي أن تكون حوائج الخلق إليه، وقال: حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلغوَ مع مَنْ يلغو، ولا أن يسهوَ مع من يسهو، ولا أن يلهو مع من يلهو.

ومِنْ إجلال القرآن إجلالُ حَمَلَته، وتوقيرُ نَقَلَتَه، فإنهم أهل الله وخاصته، وقد سبق الحديث «وإجلالُ حاملِ القُرْآنِ غيرِ الغالي فيه ولا الجافي عَنه» (٣).

وقال عمر -رضي الله عنه-: إني لأحب أن أنظر إلى القارئ أبيض الثياب. اهـ وما أراد إلا تعظيم شأنه وقد كان مَنْ مضى يعظمون حملة القرآن،


(١) رواه البخاري ١٣/ ٢١٩، ومسلم برقم ١٣٣٧.
(٢) رواه أبو داود في سننه باب النهي عن الجدال في القرآن ٤/ ١٩٩. ومعنى المراء: الخوض به والمجادلة في متشابهه المؤدي إلى الجحود والفتن، وإراقة الدماء. انظر: فيض القدير ٦/ ٢٩٥.
(٣) سنن أبي داود باب تنزيل الناس منازلهم ٤/ ٢٦١.

<<  <  ج: ص:  >  >>