للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع من أحب» (١).

وقال الله تعالى: {والذِّينَ جَآءُو مِنْ بَعْدِهِم} (٢) وقد أمر الله تعالى رسوله -صلى الله عليه وسلم- بمكافأة المعروف بالدعاء، ومن لم يقدر على الجزاء، وأي معروف أعظم مما أسداه إلينا علماؤنا، فإنهم بذلوا جهدهم في حفظ الشريعة والذب عن كتاب الله -عز وجل-، والتنبيه على إبطال من رام به الباطل، وبغاة الغوائل، وأخذوا النفوس بالجد في حراسته حتى أوصلوه إلينا سليماً من التحريف والتبديل، نقيَّاً من التخليط والأباطيل، فلولاهم لَجُرْنَا عن السبيل بكيد من انتصب لعداوة هذا الدين معملاً التحيل في إفساده، ضارباً في الأقطار ليظفر بضعيفٍ يضلَّه، وغنيٍّ يزله، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ولقد أوضح علماؤنا كلَّ مشكلة، وشرحوا كلَّ معضلةٍ، وأجمعوا على سد الخلل، وضَيَّقوا على المبتدعة السبل، وأخذوا على المتمحِّلين الطرق، وهم العدول بشهادة الرسول عليه السلام إذ يقول: «يحمل هذا العِلْمَ من كل خَلَفٍ عدولُه، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين» (٣).

وإلى هذا أشار بقوله: «عذباً وسلسلا» فإن نصبه على المصدر، فهو منقولٌ نقلاً عذباً كما تحمل من غير زيادةٍ ولا نقصان ولاميل إلى اختيارٍ


(١) رواه البخاري في صحيحه كتاب الأدب. باب علامة حب الله -عز وجل-. البخاري بشرح السندي ٤/ ٧٧.
(٢) الآية ١٠ من سورة الحشر.
(٣) قال الخطيب: سئل أحمد بن حنبل عن هذا الحديث - وقيل له: كأنه كلام موضوع - قال: لاهو صحيح سمعته من غير واحدٍ.
(كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال ١٠/ ١٧٦)

<<  <  ج: ص:  >  >>