للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكن كما قال سفيان بن عيينة (١) وغيره: الحديث مَضلَّةٌ إلا للعلماء وروي إلا للفقهاء.

وقد كان مالكٌ رحمه الله يقول: قراءة نافع هي السنة؛ وحمل الشافعي رحمه الله القراءة عن ابن كثير، وقرأ سفيان الثوري (٢) رحمه الله على حمزة، وقرأ جماعةٌ من العلماء الأئمة على أبي عمرو بن العلاء، كجرير بن حارثة (٣)، وأصحابه، وسأذكر بعد هذا إن شاء الله طرفاً من مناقبهم، وإنما الغرض هاهنا ذكر اعتمادهم في قراءتهم على النقل، وإنهم لم يجاوزوه إلى غيره، وإن كان له وجه في العربية إذا لم يكن له آثار مروية، وكيف تجوز القراءة بذلك، وقد أنكر عمر -رضي الله عنه- قراءة من قرأ {عَتَّى حِين} (٤)، وقال للقارئ: من أقرأك {عَتَّى}، قال: أقرأني بن مسعودٍ، فكتب إليه:


(١) الحافظ شيخ الإسلام، ومحدث الحرم، سمع من عمر وبن دينار، والزهري، حدث عنه الأعمش وغيره، كان إماماً، حجةً، حافظاً، واسع العلم كبير القدر. توفي سنة ثمانٍ وتسعين ومائة.
(تذكرة الحفاظ ١/ ٢٦٢)
(٢) شيخ الإسلام، وسيد الحفاظ، أبو عبد الله سفيان الثوري، قال عنه الأوزاعي: لم يبق من تجتمع عليه الأمة بالرضا والصحة إلا سفيان. توفي سنة إحدى وستين ومائة.
(تذكرة الحفاظ ١/ ٢٠٥)
(٣) جرير بن حازم بن زيد، أبو النضر الجهمي، الإمام، الحافظ، محدث البصرة، قرأ على ابن العلاء. توفي سنة سبعين ومائة.
(تذكرة الحفاظ ١/ ١٩٨)
(٤) الآية ٣٥ من سورة يوسف، وهي قراءة شاذة لا يقرأ بها أحد لانقطاع سندها وغير موجودة في كتب القراءات المتواترة كالنشر.

<<  <  ج: ص:  >  >>