للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها قوله: سبحانه {وعَدَ اللهُ الذِّينَ ءاَمَنُوا مِنْكُم} (١) إلى آخر الآية، وقوله: {قُلْ لِلمُخَلَّفِينَ مِنَ الأَعْرَابِ} (٢) إلى نظائر ذلك من الآي ذات الحجج الداعية في أيدي هذه الأمة إلى يوم القيامة، وكم من معاندٍ له لم يزده عناده إلاخساراً، ومَنْ شرح الله صدره، وصحَّ تأملُهُ عَلِم مقدار ماتيسر له الصحابة رضي الله عنهم من جمع القرآن حتى انقطع عن التعرض له كل ذلك بجميل وعده، وكريم ضمانه، حيث قال سبحانه: {لايَأْتِيهِ البَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ} (٣).

وإن أردت بالقرآن القراءة فعذوبتها أنهم نقلوها غير مختلطة بشيءٍ من الرأي، بل قراءة هؤلاء الأئمة كلها مستندة إلى قول رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ هذا القرآن أُنْزِل علاسبعة أحرفٍ فاقرؤوا ماتيسَّر منه» (٤)، وإنكار عمر -رضي الله عنه- على هشام بن حكيم، وهو قرشي فصيح مثله يدل على أنَّ القراءة ماكانت مردودةً إلى الاختيار كما زعم جهلة النحويين، ومن لم يطلع على الأخبار، ولقد أحسن القائل:

دينُ النبي محمدٍ أنوار … نعم المطية للفتى الآثارُ

لاترغبنَّ عن الحديث وأهله … فالرأي ليلٌ والحديثُ نهارُ


(١) الآية ٥٥ من سورة النور.
(٢) الآية ١٦ من سورة الفتح.
(٣) الآية ٤٢ من سورة فصلت.
(٤) صحيح البخاري باب أنزل القرآن على سبعة أحرف ٢/ ٢٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>