استمرت دولة المرابطين قرابة خمسين عاماً (١)، حافظوا خلالها على بلاد الأندلس، واستمروا يحاربون النصارى في معارك طاحنة من أشهرها معركة الزلاقة، التي انتصر فيها المرابطون بقيادة يوسف بن تاشفين، وهزمت جيوش النصارى شر هزيمة.
في سنة (٥٠٠ هـ) توفي القائد المسلم يوسف بعد أن فاز بملك الأندلس بعد حياة حافلة بعظائم الحوادث.
بعد ذلك قام ولده علي بن يوسف بن تاشفين فواصل الكفاح والجهاد ضد النصارى، وبالأخص نصارى قشتالة الذين زحفوا للاستيلاء على المدن الإسلامية في أسبانيا. في سنة (٥٣٧ هـ) توفي علي بن يوسف أمير المسلمين وقد استمر حكمه بعد أبيه قرابة سبعةً وثلاثين عاماً، وكان عهده من خير العهود بعد عهد أبيه.
بعد ذلك قام ابنه تاشفين بن علي بن يوسف وواصل القتال والجهاد، ولكن بدأ الضعف يدخل في الدولة المرابطة، وبدأت الحروب بينهم وبين الموحدين، حيث قام مؤسس دولة الموحدين وهو محمد بن تومرت الذي ادعى أنه المهدي، وقام بتنظيم الجيوش ضد دولة المرابطين، وقد هزمت جيوش المرابطين هزائم متعددة أمام جيوش الموحدين، وانتهى جيشه بموت تاشفين، وبذلك انتهت دولة المرابطين، وقامت دولة الموحدين التي بسطت نفوذها على بلاد الأندلس.
استمرت دولة الموحدين قائمةً على بلاد الأندلس حتى نهاية القرن السادس، والتفَّ حول أعلام البلاد الموحدي عدد من فقهاء وعلماء
(١) انظر دولة المرابطين والموحدين في الأندلس ١/ ٣٢.