للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في دمشق قامت الدولة الزنكية، وكان الملك نور الدين الشهيد ملكاً عليها، وقد ملأ البلاد عدلاً وكانت سيرته كسيرة الخلفاء الراشدين.

بعد وفاة الملك نور الدين الشهيد، استلم البلاد الملك صلاح الدين فأعلن توحيد مصر وبلاد الشام وصار حاكماً للبلدين.

كانت فترة دخول الإمام الشاطبي على مصر والعالم الإسلامي قد شُنت عليه غارات صليبية حيث سقط البيت المقدس في أيديهم، وأقاموا المذابح في المسجد الأقصى أياماً متتالية، وبدأت الجيوش الإسلامية تستعد لحرب الصليبيين على جبهتين كبيرتين في بلاد الشام وبلاد مصر.

استمرت ولاية الملك صلاح الدين الأيوبي من ٥٦٧ هـ حتى ٥٨٩ هـ نشر خلالها العدل في البلاد، وأنشأ أعمالاً خيرية في العالم الإسلامي، وأعاد للخلافة الإسلامية هيبتها، فخطب على المنابر للخليفة في بغداد.

قال القاضي ابن شداد (١): كان صلاح الدين حسن العقيدة، كثير الذكر لله تعالى، مات ولم تجب عليه الزكاة قط، وكان يحب سماع القرآن، شديد الحياء، خاشع الطرف، رقيق القلب، سريع الدمعة، شديد الرغبة في سماع الحديث، محباً للعدل.

بدأ الملك صلاح الدين يعد العدة لحرب النصارى واسترجاع البيت المقدس من أيديهم، وقد حقق الله له أمنيته حتى جاءت وقعة حطين سنة ٥٨٣ هـ فالتقى الجيشان جيش الرحمن وجيش الشيطان فانهزم جيش الشيطان شرَّ هزيمة، وقتلوا شر قتلة، واسترد المسلمون بيت المقدس بعد أن استحوذ عليه النصارى مدة (٩٢) عاماً (٢)، وفرح المسلمون فرحاً عظيماً،


(١) النجوم الزاهرة ٦/ ٩.
(٢) البداية والنهاية ١٢/ ٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>