للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابنه أبي الحسن، ومكي وغيرهما يأخذ/ في ذلك بالتحقيق في الوقف كالوصل.

قال أبو الطيب (١): سألت عن مذهب حمزة في هذا الباب أستاذي أبا سهل صالح ابن إدريس (٢)، فكتب لي بخط يده.

فقال: «اعْلَمْ أنَّ مذهبه في ذلك أن يترك الهمزة إذا كانت متوسطةً، أو كانت في آخر الكلمة ولا يتركها إذا كانت في أول الكلمة كقوله تعالى: {قَدْ أَفْلَح المؤْمِنُونَ} (٣) وماأشبهه إذا اتصلت في اللفظ بما قبلها، وكذلك لا يترك الهمزة فيما يسكت على الساكن قبله، وإن كان متصلاً مع الهمزة في الكتابة واللفظ كقوله -عز وجل-: {الأرض} (٤)، و {الأسْمَآء} (٥)، و {الأَنْعَام} (٦)، وما أشبه ذلك لأنه على مذهبه كالمنفصل وإن كان متصلاً، ومن أجل ذلك سكت عليه يعني إذا قرأ عليه من غير وقف». انتهى كلامه.

وأما قوله تعالى: {عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكم} (٧)، {وضَاقَتْ عَلَيْهُمْ أَنْفُسُهُم} (٨)،


(١) عبد المنعم بن عبيد الله بن غلبون أبو الطيب الحلبي أستاذ ماهر كبير ضابط ثقة، روى القراءة عن محمد بن إبراهيم البغدادي وأحمد بن الحسين النحوي، أخذ عنه القراءات ابنه طاهر، وأبو عمرو الطلمنكي. توفي سنة تسعٍ وثمانين وثلاثمائة.
(غاية النهاية ١/ ٤٧٠)
(٢) تقدمت ترجمته في ذكر الأسانيد.
(٣) الآية (١) من سورة المؤمنون.
(٤) الآية (٢٩) من سورة البقرة.
(٥) الآية (٣٢) من سورة البقرة.
(٦) الآية (١٤) من سورة آل عمران.
(٧) الآية (١٠٥) من سورة المائدة.
(٨) الآية (١١٨) من سورة التوبة.

<<  <  ج: ص:  >  >>