للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

و {فَأَنْسَاهُم} (١) فلا خلاف في تحقيق مثل هذا في الوقف عندنا.

قال أبو علي البغدادي: ويقف على لام المعرفة نحو: الأرض، والأنعام، والأنهار والآخرة، والأسماء، و الأنثى، والأخرى، والإنجيل وما أشبه ذلك بإلقاء حركة الهمزة عليها، وحذف الهمزة لأنها متصلة بالكلمة في الخط فأشبهت الحرف الذي هو من بناء الكلمة فلم يفرق بينهما في الحكم.

قال: وذهب البصريون إلى تحقيق الهمزة في هذا الضرب، ثم قال: والذي نُعَوِّل عليه نقل حركة الهمزة إلى اللام؛ لأنَّ القراءة سنة يأخذ بها الخلف عن السلف.

وقال الحافظ أبو عمروٍ: مذهب شيخنا أبي الحسن وغيره من أهل الأداء التحقيق في ذلك كله يعني الأرض، وقد أفلح، و أوآمن.

قال: وكان أبو الفتح يختار تسهيل الهمزة في جميع ذلك، ثم قال: وهو مذهب الحذَّاق من أئمتنا والمذهبان مرويان عن حمزة صحيحان في القياس.

وقوله: «صحيحان في القياس» لأنَّ مَنْ سهل احتج بأنَّ الكلمة التي فيها الهمزة لما تعلق معناها بالحرف الذي قبلها كانا كالكلمة الواحدة فصارت الهمزة كالمتوسطة، وأما إذا كان الساكن حرف مد فليس إلا التحقيق لما ذكرناه في نقل ورش، وأما ما قبله متحرك نحو: {فَبِأي} (٢)، و {لأية} (٣) فستذكر فيما بعد إن شاء الله


(١) الآية (١٩) من سورة الحشر.
(٢) الآية (١٨٥) من سورة الأعراف وغيرها.
(٣) الآية (٢٤٨) من سورة البقرة وغيرها.

<<  <  ج: ص:  >  >>