للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأماني)، وحفظها خلق لا يحصون، وخضع لها فحول الشعراء وكبار البلغاء وحذاق القراء فلقد أبدع وأوجز وسهَّل الصعب».

وقال الإمام ابن الجزري في وصف القصيدة الشاطبية (١): «ولقد رزق هذا الكتاب من الشهرة والقبول مالا أعلمه لكتاب غيره في هذا الفن، بل أكاد أقول: ولا في غير هذا الفن، فإني لا أحسب أنَّ بلداً من بلاد الإسلام تخلو منه، بل ولا أظن أنَّ بيت طالبِ علم يخلو من نسخة منه، ولقد تنافس الناس فيه ورغبوا في اقتناء النسخ الصحاح حتى إنه كان عندي نسخة جامعة للقصيدة اللامعة بخط السخاوي فأعطيت وزنها فضة ثمنا لها فلم أقبل».

قال في مرآة الجنان (٢): «نظم القصيدتين اللتين سارت بهما الركبان وخضعت لبراعة نظمها فحول الشعراء وأئمة القراء والبلغاء».

وقد مدحها زكي الدين بن سفيان فقال (٣):

لله درُّ الشَّاطبي الذي … أهدى لنا الدُّرَ بنظمٍ غَلا

قصيدةٌ جَلَّت عن الشِّعر بل … عروسُ حُسْنٍ قد غَدَت تُجْتَلا

«حِرز الأماني» أحرزت للمنى … وجه التهاني فاهنها مُتَقَبَّلا

يقول من ذاق جنا شهدها: … لله ما أعذبَ ما أنهلا


(١) غاية النهاية ٢/ ٢٢ - ٢٣.
(٢) / ٤٦٧.
(٣) مختصر الفتح المواهبي ص/ ٦٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>