للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أحمد بن الصقر المنبجي (١) في هذا الموضع ما استحسنته ورأيت إيراده على وجهه.

قال: وقد أتى عن أكثر القراء يعني ما أنكروه، فأتى عن نافع في هذا الموضع، وعن ابن كثير فيما تقدم يعني تاءات البزي وكثر ذلك عن أبي عمرو، وأتى عن الكسائي {والبَغْي يَعِظُكُمْ} (٢)، وعن عاصم في هذا الموضع وعن حمزة في {فما اسْطَاعُوا} (٣) وإذا كانت هذه الجماعة الذين عنهم تلقى/ المسلمون القرآن كالمجمعين على ذلك وجب التسليم، لقولهم إذ منهم من لو وَرَدَ عنه ذلك في غير القرآن لتلقاه الجماعة بالقبول وجعلوا أصلاً يعملون عليه، ومنهم من أهل الفصاحة من لو وردَ عَمَّن في وقته ممن لا يبلغ فصاحته بيت شعر أوحكاية لجعلوه أصلاً في اللغة؛ فأدنى أحوال هؤلاء الأئمة أن يجروا مُجْرَى من هو في عصرهم وزمانهم فكيف وقد تلقوه عن التابعين، وتلقاه التابعون عن الصحابة، وتلقاه الصحابة عن -صلى الله عليه وسلم-، وليس فيهم له مُنكرٌ، وهم أهل الفصاحة والبلاغة، وشاع ذلك في سائر أمصارهم وحواضرهم وبواديهم، فلم يدفعه أحدٌ منهم، وهم العرب الذين تدفع طباعهم ما ليس من كلامهم، فغفلت الأمة كلها من أول الإسلام إلى أن أنكر ذلك من قاس على لغة من لا يدانيهم.


(١) أبو الحسن الطائي المنبجي، له كتاب في القراءات سماه الحجة، قرأ على أبي عيسى بكار، وأبي بكر ابن مقسم، روى القراءة عنه عبدان المنبجي. توفي سنة ستٍ وستين وثلاثمائة.
غاية النهاية ١/ ٦٣.
(٢) الآية ٩٠ من سورة النحل.
(٣) الآية ٩٧ من سورة الكهف.

<<  <  ج: ص:  >  >>