للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لَيْسَع، ثم أدخل عليه الألف واللام، وعلى قراءة الباقين يسع، ثم أدخل ذلك عليه كما قال (١):

رأيت الوليد بن اليزيد مباركاً … شديداً بأعباء الخلافة كاهِلُه

قال أبو عُبيد: وجدنا اسم هذا النبي في الأنباء والأحاديث كلها اليسع، قال: ولم نسمع أحداً منهم يُسَمِّيه الَّلْيسَع.

ومعنى قوله: «شفاء» أنهم يقولون: لو كان (يسع) لم يدخله الألف واللام، لأنه على وزن الفعل، فالليسع أولى وأشبه بأسماء العجم، والذي قالوه مدخول.

قال أبو علي (٢): «من قرأ الليسع فتكون اللام على حَدِّها في الحارث، ألا ترى أنه على الصفات؟ إلا أنه؛ وإن كان كذلك، فليس له مزية على القول الآخر، ألا ترى أنه لم يجئ في الأسماء الأعجمية المنقولة في حال التعريف، نحو: إسماعيل، وإبراهيم شيء، على هذا النحو، كما لم يجئ فيها شيء فيه لام التعريف؟ وإذا كان كذلك، فاليسع بمنزلة: الليسع في أنه خارج عما عليه الأسماء الأعجمية المختصة المعربة».

«واقتده» إنما كان حَذْفُ هائه شفا لأنها هاء السكت. «وبالتحريك بالكسر كُفلا» أي: جعل له كافل، وهو الذي ينصره ويذُبُّ عنه، ويقول الهاء/ ضمير الاقتداء الذي دل عليه اقتده، أوضمير الهدى، أو كما قال ثعلب: إنَّ هاء السكت تُشَبَّه بهاء الضمير كما تُشَبَّه هاء الضمير بهاء السكت فكسرت كما تكسر هاء الكناية وكذلك وصلها بياءٍ.


(١) البيت لابن ميادة، انظر: شرح أبيات المغني ١/ ٣٠٤، الخزانة ١/ ٣٢٣، الإنصاف/ ٣١٧.
(٢) الحجة ٣/ ٣٥٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>