للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بهذا الشياع الأسماء المبنية الشائعة نحو: أين وكيف، ولو كان مخصوصاً نحو: رجلٍ لم يَجُز البناء، ومِن ذلك (١):

على حين عاتبتُ المشِيب على الصِّبا … ................

ونحو (٢):

لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت … ...............

و {مِثْلَ مَا أَنَّكُمْ تَنْطِقُونَ} (٣) فاكتسب منه البناء كما اكتسب منه التعريف

والتنكير، ومعنى الاستفهام والجزاء في نحو: غُلامُ مَنْ تَضْرِب، وغلامُ مَنْ تَضْرِبْ اضْرِبْهُ، والنفي نحو: ما أخذتُ باب دار أحدٍ. هذا كلُّهُ قول أبي عليٍّ رحمه الله (٤)، ومعنى قوله: قال وهو ظرفٌ في المعنى يعني: يوم كُسِرا وفتح، والكسرُ فيه لأنه اسمٌ مُعْرَبٌ انجرَّ بالإضافة، ولم يلزم بناؤه لإضافته إلى المبنيِّ لمّا لم يلزم الإضافة المضافَ ودليل ذلك قولك: ثوبُ خَزٍّ، ودارُ زيدٍ؛ فتعُرِبُ لاغير وإن كان الاسمان عمِلا بمعنى الحرف ولكن لم يلزمهما البناء كما لزم مالم ينفك عنه معنى الحرف نحو: أين وكيف، قال: وأما الكسر في إذ فلأجل التقاء الساكنين، لأنَّ إذ حكمها أن تضاف إلى الجملة من الابتداء، والخبر فلما اقتطعت عنها الإضافة نُوِّنت ليدل التنوين على قطع الإضافة كما دلَّ على انقضاء البيت في:


(١) صدر البيت للنابغة الذبياني وتتمته: «وقلت ألمَّا تصح والشيب وازع». انظر: ديوانه ٣٨، والبحر المحيط ٥/ ٢٠٣، والمغني ٢/ ٥١٧.
(٢) صدر البيت لأبي قيس بن الأسلت وتتمته: «حمامةٌ في غصون ذات أوقال». انظر: الكتاب ١/ ٣٦٩، ابن الشجري ١/ ٤٦، والخزانة ٢/ ٤٥، والسان (وقل) ١٤/ ٢٦١.
(٣) الآية ٢٣ من سورة الذاريات.
(٤) الحجة ٤/ ٣٤٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>