للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أبو إسحاق (١): هذا القول ليس بشيءٍ لأنَّ النون مِنْ من لا تُحْذَف فيبقى حرفٌ واحدٌ.

وقال غير الفرَّاء: المحذوف الميم الأولى المكسورة فبقي (لما)؛ وقال المازنيُّ: إنما هو بالتخفيف ثم ثُقِل؛ وردَّهُ الزَّجاج (٢)، وقال: إنما يُخَفَّف المثقل لا أنه يُثَقَّل المخفَّفُ؛ وفيما قاله الزَّجاجي نَظَرٌ.

أبو عبيدٍ: الأصل (لمَّا) بالتنوين كقوله: {أَكْلاً لمّا} (٣) ثم بَنَى منه فَعْلَى كما جاء {تَتْرَا} (٤) بالتنوين وغيره.

وقال غيره: الأصل (لمَّا) وأجْرَى الوصلَ مَجْرى الوقف، وقال الكسائي: الله

أعلم بهذه القراءة لا أعلم لها وجهاً.

قال الزّجاج (٥): الذي لا يجوز غيره أنَّ (إن) المخففة التي بمعنى (ما) شُدِّدَت على أصلها، وتكون بمعنى (ما)، و (لمَّا) بمعنى إلا.

وأما في سورة الزخرف فإنَّ ابن ذكوان خفَّف (لمَّا)، قال أبو عمروٍ (٦): وعن هشامٍ خُلْفٌ. ولم يُفَصِّل، والظاهر أنه قرَأه على أبي الفتح بالتخفيف لهشام مثل ابنِ ذكوان، وقرأه على ابنِ غلبون لهشامٍ مُشَّدداً؛ لأنَّ أبا الفتح قال في كتابه في اختلاف السبعة: قرأ حمزة، وعاصم {لمَّا مَتَاعُ} (٧) مشَدَّدةُ الميم، وكذلك في اختيار هشامٍ. الباقون بتخفيف الميم.


(١) معاني القرآن للزجاج ٣/ ٨١.
(٢) معاني القرآن للزجاج ٣/ ٨١.
(٣) الآية ١٩ من سورة الفجر.
(٤) الآية ٤٤ من سورة المؤمنون.
(٥) معاني القرآن للزجاج ٣/ ٨١.
(٦) التيسيرص ١٩٦.
(٧) الآية ٣٥ من سورة الزخرف.

<<  <  ج: ص:  >  >>