للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي القراءة المشهورة أقوالٌ قال المبرِّد، وإسماعيل بن اسحق، وعلي بن سليمان.

وقال الزّجاج (١) وأُعجِبُ به قال: (إنَّ) بمعنى نعم؛ وساحران خبر مبتدأ محذوف، واللام التي في المبتدأ بقيت في الخبر دلالةً على المبتدأ المحذوف، والتقدير لهما ساحران كما قال (٢):

أم الحُلَيسِ لَعَجُوزٌ شَهْرَبَه (٣) … .................

قال أبو علي (٤): «التأكيد مع الحذف لا يليق بل الأوجه أن يُتَمِّم الكلام، ثم يؤكد»، و (إنَّ) كما قال الزَّجاج قد جاءت بمعنى نعم حكى ذلك الكسائي عن عاصم، وقد قال سيبويه (٥) رحمه الله: إنَّ (إن) تأتي بمعنى أجل.

وروي عن علي -عليه السلام- أنه قال (٦): لا أحصي كم سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول على منبره: «إنَّ الحمدُ لله نحمده ونستعينه، ثم يقول: أنا أفصح قريش كلها، وأفصحها بعدي أبان بن سعيد بن العاص».


(١) معاني القرآن للزجاج ٣/ ٣٦٣.
(٢) قيل لرؤبة بن العجاج وهو في مجاز القرآن ٢/ ٢٢، وشرح المفصل ٣/ ١٣٠، ومغني اللبيب برقم ٣٧٧، وإعراب القرآن لابن النحاس ٣/ ٤٦، وأم الحليس: كنية امرأة، والشهربه العجوز الكبيرة، وأراد من رضاها بعظم الرقبة بدل اللحم أنها خرفت فهي لا تميز بين الحسن والقبيح.
(٣) تتمة البيت: ............ … ترضى من اللحم بعظْمِ الرَّقَبَهْ
(٤) الحجة ٥/ ٢٣٠.
(٥) الكتاب ٣/ ١٥١.
(٦) معناه صحيح لكن لا أصل له كما قال ابن كثير وغيره من الحفاظ، وقال السيوطي: لا يعلم من أخرجه ولا إسناده. المصنوع في معرفة الحديث الموضوع ص ٦٠، كشف الخفاء ١/ ٣٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>