للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأبان هذا هو الذي ضمَّهُ أبوبكر -رضي الله عنه- إلى زيد بن ثابت في كتابة المصحف، فهذا أوضح دليلٍ على صحة هذه القراءة، وقد قدَّمتُ في صدر هذا الكتاب استشهادات على إتيان (إن) بمعنى نعم، ومن ذلك قول الشاعر (١):

قالوا غَدَرْنَ فقلتُ إنَّ ورُبَّمَا … نالَ العُلى وشفَى الغليلَ الغَادِرُ

وقال آخر (٢):

ليتَ شِعري هل للمُحِبِّ شفاءُ … مِنْ جَوى حُبِّهِنَّ إنَّ اللقَاءُ

قولٌ ثانٍ: قال الكسائي، والفرَّاء، وأبو زيد، والأخفش (٣): هو على لغة بني الحارث بن كعب يقولون: أخذت برجلاه، وفي أذناه، ورأيت الزيدان وأنشد الفرَّاء (٤):

فأطْرَقَ إطراقَ الشجاعِ ولو يَرى … مسَاغاً لِنَاباهُ الشجاعُ لصمَّما

وقال أبو الخطاب: هي أيضاً لغة بني كنانة، وقيل أيضاً: هي لغة بني العنبر، وبني الهجيم [وبني زُبيدٍ] (٥). وقال آخر (٦):

أيَّ قلوص راكب تراها … طاروا علاهُنَّ فطر علاها

إنَّ أباها وأبا أباها … قد بلغا في المجد غايتاها


(١) لم أقف على قائله وهو في شرح المفصل ٣/ ١٣٠، ومعجم شواهد العربية ٦٨، وتفسير القرطبي ١١/ ٢١٨.
(٢) لم أقف على قائله وهو في إعراب القرآن لابن النحاس ٣/ ٤٥.
(٣) معاني القرآن للفراء ٣/ ١٨٤، ومعاني القرآن للأخفش ٢/ ٦٢٩
(٤) وهو في معاني القرآن للفراء ٢/ ١٨٤، وإعراب القرآن لابن النحاس ٣/ ٤٥، وشرح المفصل ٣/ ١٢٨.
(٥) مابين المعقوفتين سقط من (ش).
(٦) هذه الأبيات لرجلٍ من بني الحارث انظر: في شرح المفصل ٣/ ١٢٩، والمغني برقم (٥٠)، وتفسير القرطبي ١١/ ٢١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>