للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأخذها أيضاً عن أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النَّفْزِي (١)، وقد رأيت أنْ أَذْكُرَ ما كتباه له لما في ذلك من معرفة سنده المتصل بالأئمة السبعة -رضي الله عنهم-، ثم أذكرَ إن شاءَ الله عند ذكرِ الأئمة السبعة اتصالَ قراءاتهم برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، إذ لابد من معرفة ذلك لمن ترجع قراءته إلى هذا السند.

نقلتُ من كتاب أبي عبد الله محمد بن أبي العاص النَّفْزِي الذي كتبه له:

الحَمدُ لله الواحدِ الصَّمدِ الذي لم يلدْ ولم يولدْ، ولم يكنْ لَه كفواً أحد، هو الذي خلق الأنامَ بحكمتهِ، وفَطرَ السمواتِ والأرضَ بقدرتهِ، الأولُ بلا عديل، والآخرُ بلا مثيل، والأحدُ بلا نظير، والقاهرُ بلا ظهير، ذو العظمةِ والملكوتِ، والعزةِ والجبروتِ (٢)، هو الذي لا يؤوده حفظُ ما ابتدأ، ولا تدبير ما بدأ، جَلَّ عن تحديدِ الصِّفات، فلا يُرام بالتدبير، وخَفيَ عن الأفْهَامِ، فلا يُقاسُ بالتفكير، لا تتصرف به الأحوالُ، ولا يُضربُ له الأمثالُ، له المثلُ الأعلى والأسماءُ الحسنى.

أحمَدُهُ حَمْدَ مَنْ شَكرَ نعماءه، ورَضِي في الأمورِ بكُلِّ ما قضاه، وأُومنُ


(١) الإمام أبو عبد الله محمد بن العاص النفزي المقرئ، أخذ القراءات، وجوَّدها عن أبي عبد الله بن سعيد الداني، وكان ديناً خيراً بصيراً بالروايات، وعنه أخذ أبو عبد الله بن سعادة، وأبو القاسم الرعيني الشاطبي، وهو قديم الوفاة، وأظنه توفي قبل ابن هذيل. توفي سنة بضعٍ وخمسين وخمسمائة.
(معرفة القراء الكبار ٢/ ٥٤٦ - غاية النهاية ٢/ ٢٠٤)
(٢) قوله: [والعزة والجبروت، هو الذي] في (ع) و (ت) [والعزة والجبروت، الحي الذي لا يموت هو الذي]

<<  <  ج: ص:  >  >>