للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

به إيمانَ من أخلصَ عبادتَه، واستشعَرَ طاعتَه، وأَتوكلُ عليه توكلَ مَنْ وِثِقَ به وفوَّضَ إليه.

وأشهدُ أنَّ لا إله إلا الله وحده لا شريكَ له شهادةَ منِ اعترف له بالوحدانيةِ والربوبية، وأُقِرُّ له/ بالصَّمَدَانيةِ والأُلوهية.

وأشهدُ أنَّ مُحَمَّداً عبدُه المُصْطَفَى، ورسُولُه المُرتَضى، بعثَه إلى الثَّقَلين بالدين القيم، والبُرهانِ المُبين، بكتابٍ عزيزٍ حكيم، معجزِ التآليف والنظامِ، بائِنٍ عن جميع الكلام، خارجٍ عن تحبيرِ المخلوقين، {تنزيلٌ مِنْ رَبِّ العَلِمِين} (١).

فرَضَ فيه الفَرائِضَ، وأَوْضحَ فيه الشَّرَائعَ، وأَحَلَّ وحَرَّمَ، وأَدَّبَ وعَلَّمَ، وأَنزلَه بأيسر الوجوه وأفصحِ اللغاتِ، وأَذِنَ فيه بتغايرِ الألفاظِ واختلافِ القراءاتِ، وجَعلَه مُهيمَناً على كلَّ كتابٍ أنزلَه قبلَ القُرآنِ، ووعدَ مَنْ تلاه حقَّ تلاوته بجزيل الأجرِ والثوابِ والرضوان (٢)، وحفظه اللهُ من تحريفِ المبطلين، وخطل الزائفين، وأورثه من اصطفاه من خليقته، وارتضاه من بريته، فهم خاصُّ عبادِه، ونورُ بلادِه، فلله الحَمْدُ على ما أنعم وأولى، ووهب وأعطى من الآية التي لا تحصى، ونَعْمَائِهِ التي لاتَخْفَى.

وصلَّى اللهُ على نبيه محمدٍ أمينِ وحيهِ، وخاتمِ رسلهِ، صلاةً زاكيةً تامةً على مرِّ الزمن، وتتابع الأممِ، وعلى أهل بيته الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه المنتخَبِين، وأزواجِه أمهاتِ المؤمنين، ثم السَّلام عليه وعليهم أجمعين.


(١) الآية (٤٣) من سورة الحاقة.
(٢) قوله: [والثواب والرضوان] في (ع) [والثواب والغفران والرضوان].

<<  <  ج: ص:  >  >>