والصفة الأولى هي السقي، ونائب فاعله ضمير مستتر فيه.
[٤٨ - ويضحي فتيت المسك فوق فراشها ... نؤوم الضحى، لم تنتطق عن تفضل]
المفردات: يضحي: يبقى إلى الضحى، وانظر إعلال مثله في البيت رقم - ٤٣ - ويروى (تضحي) معناه تنتبه من النوم في ضحوة النهار. فتيت المسك: ما تفتت منه، أي تحات عن جلدها في فراشها، وقيل: معناه كأن فراشها فيه المسك من طيب جسدها، لا أن أحدًا فت لها فيه مسكًا، واحتج بقول امرئ القيس نفسه.
ألم ترياني كلما جئت طارقًا ... وجدت بها طيبًا، وإن لم تطيب
نؤوم: صيغة مبالغة يستوي فيها المذكر والمؤنث، يقال: رجل نؤوم، وامرأة نؤوم، مثل ظلوم، وسبب نومها في وقت الضحى أنها لها من يكفيها من الخدم، فهي تنام، ولا تهتم بشيء، وانظر شرح النوم في البيت رقم - ٣٤ - لم تنطق عن تفضل، أي لم تنتطق لتعمل، وقيل: معناه لم تنتطق بعد تفضل كما يقال: استغنى فلان عن فقره، أي بعد فقره، والنطاق ثوب تشده المرأة على وسطها للمهنة والعمل، ورضي الله عن ذات النطاقين، وهي أسماء الصديقة بنت الصديق رضي الله عنه، والتفضل لبس الفضلة. وهي ثوب واحد يلبس للخفة في العمل.
المعنى يقول: إن العشيقة تنتبه من النوم في ضحوة النهار، وفتيت المسك فوق فراشها الذي نامت عليه، أو المعنى: إن فتيت المسك يبقى إلى الضحى فوق فراشها الذي نامت عليه، وهي كثيرة النوم في وقت الضحى لأنها تكفى أمورها، فلا تباشر عملًا بنفسها، ولذا فإنها لا تشد وسطها بنطاق لأجل العمل، فهي مخدومة منعمة تخدم، ولا تخدم.