حرف نفي وقلب وجزم. يبق: فعل مضارع مجزوم بلم، وعلامة جزمه حذف حرف العلة من آخره، وهو الألف، والفتحة قبلها دليل عليها. إلا: حرف حصر. صورة: فاعل يبق، وهو مضاف واللحم مضاف إليه. والدم: معطوف على سابقه بالواو العاطفة، وجملة (لم يبق إلا صورة) معطوفة على ما قبلها لا محل لها مثلها، أو هي مستأنفة.
[٦٤ - وإن سفاه الشيخ لا حلم بعده ... وإن الفتى بعد السفاهة يحلم]
المفردات: الشيخ: أنظر البيت رقم- ٩٦ - من معلقة طرفة. الفتى: أنظر البيت رقم- ٤٦ - منها. السفاهة: هي الحمق والطيش وقلة العقل. والخروج عن جادة الحق والصواب، هذا وسفه نفسه سفهًا وسفاهةً استمهنها وأذلها، واستخف بها، قال المبرد وثعلب: سفه بالكسر متعد، وبالضم لازم، ويشهد له ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم:(الكبر أن تسفه الحق، وتغمص الناس) والأول من باب طرب والثاني من باب ظرف، هذا وجاء في المختار، وقولهم: (سفه نفسه، وغبن رأيه، وبطر عيشه، وألم بطنه، ووفق أمره، ورشد أمره، كان الأصل: سفهت نفس زيد، ورشد أمره، فلما حول الفعل إلى الرجل، انتصب ما بعده بوقوع الفعل عليه، لأنه صار في معنى سفه نفسه بالتشديد، هذا قول البصريين والكسائي، ويجوز عندهم تقديم هذا المنصوب، كما يجوز غلامه ضرب زيد، وقال الفراء: لما حول الفعل من النفس إلى صاحبها خرج ما بعده مفسرًا ليدل على أن السفه فيه، وكان حكمه أن يكون سفه زيد نفسًا، لأن المفسر لا يكون إلا نكرة، ولكنه ترك على إضافته، ونصب كنصب النكرة، تشبيهًا بها، ولا يجوز عنده تقديمه لأن المفسر لا يتقدم، ومثله قولهم: ضفت به ذرعًا، وطبت به نفسًا، والمعنى ضاق ذرعي به، وطابت نفسي به اهـ بحروفه. الحلم: أنظر البيت رقم- ٥١ - من معلقة امرئ القيس، وقد قابله بالسفاهة هنا، والحليم ضده السفيه،