بإضافة إذا إليها، وجواب إذا محذوف كما رأيت تقديره في المعنى، وعماية مضاف ومحزون مضاف إليه وهو صفة لموصوف محذوف. بشوق: جار ومجرور متعلقان بموكل بعدهما. موكل: صفة ثانية للموصوف المحذوف.
[٩ - وإن شفائي عبرة إن سفحتها ... وهل عند رسم دارس من معول؟]
المفردات: شفائي: برئي مما أعانيه من تباريح الشوق. العبرة: الدمعة تسقط من العين عند البكاء. مهراقة: مصبوبة، مثل مراقة، يقال: أرقت الماء، وهرقته، وأهرقته لغات، والكل بمعنى صببته، والهمزة في أرقت مبدلة من الهاء في هرقت، وانظر البيت ٢٦ من معلقة زهير، وهذا الإبدال كثير مستعمل في لغة العرب، مثل (آل) فإن أصله أهل، وكما في هيهات، فيقال: أيهات، وكما قيل: إن أصل إياك هياك، وقد جيء به على الأصل في قول طفيل الغنوي، وقيل: هو لمضرس بن ربعي:
فهياك والأمر الذي إن تراحبت ... موارده ضاقت عليك مصادره
ويورى صدر البيت (وإن شفائي عبرة إن سفحتها) ومعنى سفحتها صببتها، قال تعالى:{أو دمًا مسفوحًا} أي مصبوبًا. رسم: انظر البيت رقم ٢ دارس: اسم فاعل من درس الرسم إذا عفا وانمحى. معول: يحتمل معنيين: الأول أن يكون موضع عويل، أي بكاء، كأنه قال: هل عند رسم دارس من مبكى، والثاني أن يكون بمعنى الملجأ والمستغاث والمعتمد، فإن قال قائل: كيف قال في البيت الثاني (لم يعف رسمها)؟ فأخبر أن الرسم لم يدرس، وقال في هذا البيت (فهل عند رسم دارس من معول) قيل له في هذا: غير قولٍ. قال الأصمعي: معناه قد درس بعضه، ولم يدرس كله كما تقول: درس كتابك، أي ذهب بعضه وبقي بعضه. وقال أبو عبيدة: رجع فأكذب نفسه بقوله (فهل عند رسم دارس من معول؟ ) كما قال زهير: