للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥ - أثافي سفعًا في معرس مرجلٍ ... ونؤيًا كجذم الحوض لم يتثلم

المفردات. أثافي: جمع أثفية بضم الهمزة وسكون الثاء وكسر الفاء، بعدها ياء مشددة، وتخفف كما تخفف الأثافي أيضًا، والأثافي لا تنون لأنها ممنوعة من الصرف لصيغة منتهى الجموع، وقد تحذف الياء أيضًا كقولك: أمنية وأماني وأمانٍ، وأوقية وأواقي وأواقٍ، وأضحية وأضاحي وأضاحٍ-، والأثافي هي الحجارة التي توضع عليها القدر عند الطبخ. سفعًا: سودًا جمع أسفع وسفعاء، كما تقول: أسود وسوداء، والسفعة سواد إلى الحمرة، وليس من ذلك قوله تعالى: {لنسفعن بالناصية}، إذ معناه لنأخذن. المعرس: هو موضع التعريس، هو النزول في وقت السحر، وقد استعير للمكان الذي تنصب فيه القدر. المرجل: هو كل قدر يطبخ فيها من حجارة، أو حديد أو خزف أو نحاس، وقيل: لا يكون المرجل إلا من حديد أو نحاس. النؤي: نهير صغير يحفر حول الخباء لينزل المطر فيه، فلا يدخل الخباء، ويجمع على أناء ونئي، والنؤي يكون من تراب يرفع حول البيت من خارج فيمنع نزول الماء فيه. الحوض: ما يوضع فيه الماء، وجذمه بقيته، وقيل: أصله. لم يتثلم: لم يتهدم، ويروي (ونؤيًا كجد الحوض) والجد بضم الجيم البئر العتيقة، وهو أيضًا الطريق في الماء، ولا معنى لهذا الكلام كما ترى، ويروي (ونؤيا كحوض البحر) والجر سفح الجبل، وإذا احتفر الحوض بذلك الموضع، ولم يعمق بقي دهرًا طويلاً لا يتغير لصلابة موضعه، ولأنه ليس من الأماكن التي تحتفر فيها الحياض. هذا وجمع الحوض حياض، والأصل حواض، فقلبت الواو ياء لمناسبة الكسرة، كما في ثوب وثياب، وصوم وصيام ... إلخ.

المعنى يقول: لقد عرفت حجارة سودًا تنصب عليها القدرة، وعرفت نهيرًا صغيرًا حول بيت أم أوفى بفي ثابتًا، غير متهدم كأنه بقية حوض.

<<  <  ج: ص:  >  >>