للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يجز أبو العباس أحمد بن يحيى أن تكون (ما) مصدرية، قال: لأن الفعل يبقى بلا صاحب: كأنه لم يجزأ أن يكون في (نسجت) ضمير الريح، ويجوز ذلك على اعتبار (من) زائدة، واعتبار جنوب فاعلًا كما رأيت سابقًا.

[٣ - رخاء تسح الريح في جنباتها ... كساها الصبا سحق الملاء المذيل]

هذا البيت لم يذكره أحد من شراح المعلقة، ووجدته في الديوان بعد البيت السابق، وذكره الدكتور فخر الدين قباوة في تعليقه على شرح التبريزي نقلًا عن الجمهرة.

المفردات: رخاء: لينة طيبة، قال تعالى: {فسخرنا له الريح تجري بأمره رخاء حيث أصاب}، تسح: منسح الماء صبه، وسح الماء بنفسه سال من فوق، وكذا المطر والدمع، وبابهما رد، وأراد تجري الريح وتسير، وانظر شرح الريح في البيت السابق، جنباتها: جمع جنبة، وهي الناحية، وانظر (عرصاتها) في البيت التالي فهو مثله. الصبا: أراد ريح الصبا، انظر البيت السابق. سحق: بفتح السين الثوب البالي، وهو بضم السين البعد والطرد والهلاك، الملاء المذيل: أراد الثوب الطويل الذيل.

المعنى يقول: إن الأمكنة المذكورة في البيتين السابقين تجري الرياح في جنباتها ونواحيها لينة طيبة هادئة، حتى جعلتها مثل الثوب الطويل الذيل البالي، وخص الصبا بالذكر لأنها أكثر هبوبًا من غيرها في تلك الأمكنة.

الإعراب: رخاء: حال من الريح، تقدم على عامله وصاحبه. تسح: فعل مضارع. الريح: فاعله. في جنباتها: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والجملة الفعلية (تسح الريح ... إلخ) في محل نصب حال ثانية من الأمكنة المذكورة في البيتين السابقين، والرباط الضمير المجرور محلًا بالإضافة، والاستئناف

<<  <  ج: ص:  >  >>