النعمان بن المنذر، فاستفدنا من ذلك أن النابغة مات في زمن النبي صلى الله عليه وسلم قبل البعثة.
فائدة. قال ابن دريد في الوشاح: النوابغ أربعة: الذبياني هذا، والنابغة الجعدي قيس بن عبد الله الصابي، والنابغة الحارثي زيد بن أبان، والنابغة الشيباني حمل بن سعدانة، ثم رأيت في المؤتلف والمختلف لأبي القاسم الآمدى زيادة على هؤلاء، النابغة الذهلي المخارق بن عبد الله، وهو القائل:
لا تمدحن امرءًا حتى تجربه ... ولا تذمنه من غير تجريب
والنابغة ابن لؤي بن مطيع الغنوي، والنابغة العدواني، والنابغة ابن قتال بن يربوع ذبياني أيضًا، والنابغة التغلبي الحارث بن عدوان.
هذا وأبيات المعلقة من البحر البسيط:
[١ - يا دار مية بالعلياء فالسند ... أقوت وطال عليها سالف الأمد]
المفردات. دار: أنظر البيت رقم -٢ - من معلقة زهير. مية: علم على امرأة تغزل بها الشاعر على عادة الشعراء من افتتاح قصائدهم بذكر امرأة معلومة أو مجهولة؛ وهو الغالب. العلياء: هي في الأصل المرتفع من الأرض، وأراد الشاعر به مكانًا معلومًا، وكذلك السند مع كونه سند الوادي في الجبل، وهو ارتفاعه حيث يسند فيه، أي يصعد، والفاء لا تفيد هنا ترتيبًا ولا تعقيبًا، أنظر الشاهد ٢٩٣ من كتابنا فتح القريب المجيب. أقوت: خلت من سكانها وأهلها، وأنظر إعلال مثله في البيت -٢٥ - من معلقة امرئ القيس، والقواء القفر من الأرض. السالف: الماضي. الأمد: الزمن مثل الأبد.
المعنى ينادي متولها ومتحيرًا ديار الأحبة التي كانت تقطنها في المكانين المعلومين حالة كونها قد خلت من سكانها بارتحالهم عنها، وطال فراقهم لها حيث لم يعودوا إليها، ولا تنس أن النداء لما لا يعقل، وهو الدار.