للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

محل جر بالإضافة، وجملة (سما ... الخ) معطوفة على ما قبلها لا محل لها أيضًا.

[٨٧ - وهم السعادة إذا العشيرة أفظعت ... وهمو فوارسها، وهم حكامها]

المفردات. السعاة: جمع الساعي، وأراد سعاة في الخير من إصلاح بين العشيرة أو غيرها بما يتحملون من الديات وغير ذلك. العشيرة: انظر البيت رقم -٥ - من معلقة امرئ القيس. أفظعت: حل بها أمر فظيع ويروى (أقطعت) أي غلبت، والمقطع المغلوب، وقال بعض أهل اللغة: المقطع الذي لا حليلة له ولا قوة.

فوراسها: جمع فارس، وهو شاذ لأن فواعل لا يكون جمعًا لفاعل إلا إذا كان فيه واحد من ثلاثة أمور: أحدها أن يكون اسمًا، نحو كاهل وكواهل وعاتق وعواتق، وثانيها أن يكون صفة لمؤنث عاقل، نحو حائض وحوائض، وطالق وطوالق، أو صفة لمؤنث غير عاقل، نحو ناقة حاسر ونوق حواسر، وثالثها أن يكون صفة لمذكر غير عاقل، نحو فرس صاهل وأفراس صواهل، هذا وكما شذ هذا الجمع الذي هو صفة لمذكر عاقل شذ تسعة ألفاظ من أوصاف العاقلين، فجاءت مجموعة هذا الجمع من غير أن تستحقه قياسًا.

وهي فارس وفوارس، وهالك وهوالك، وغائب وغوائب، وشاهد وشواهد، وحاسر وحواسر، وحاجب وحواجب، وخاطئ وخواطئ، وحاج وحواج، ورافد وروافد، وناكس ونواكس، كلن حسنه في كل ذلك انتفاء الشركة بينه وبين المؤنث، لأنهم يقولون: امرأة فارسة .. الخ، فبعد بهذا عن الصفة، فهو كالاسم، إذ الفرق بين المؤنث والمذكر بالتاء إنما يكون في الصفات، وأراد بقوله: هم فوارسها، أي الذين يمنعون العشيرة ويحمونها من أعدائها، وأراد بقوله: هم حكامها، أي الذين يرجع إلى رأيهم، ويقبل

<<  <  ج: ص:  >  >>