للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٨٠ - نبئت عمرًا غير شاكر نعمتي ... والكفر مخبثة لنفس المنعم

المفردات. نبئت: أعلمت وأخبرت مجهول نبأ بالتشديد من النبأ، وهو كالخبر وزنًا ومعنى، ويقال: النبأ أخص من الخبر، لأن النبأ لا يطلق إلا على كل ما له شأن وخطر من الأخبار، وقال الراغب: النبأ خبر ذو فائدة يحصل به علم، أو غلبة ظن، ولا يقال للخبر في الأصل نبأ حتى يتضمن هذه الأشياء الثلاثة، وحقه أن يتعرى عن الكذب كالتواتر وخبر الله تعالى، وخبر الرسول صلى الله عليه وسلم. شاكر: اسم فاعل من الشكر، والشكر في اللغة فعل ينبئ عن تعظيم المنعم من حيث كونه منعمًا على الشاكر أو غيره، سواء كان ذلك قولاً باللسان، أو اعتقادًا بالجنان، أو عملاً بالأركان التي هي الأعضاء كما قال القائل:

أفادتكم النعماء مني ثلاثةً ... يدي ولساني والضمير المحجبا

والشكر في الاصطلاح صرف العبد جميع ما أنعم الله به عليه فيما خلق لأجله؛ ومما هو جدير بالذكر أن شكر العبد المنعم إنما هو من شكر الله، قال تعالى في وصية لقمان لابنه: {أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير} وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «من لا يشكر الناس لا يشكر الله» وعدم شكر النعمة كفر، أي جحود، وقد قارنه بالشكر كما في قوله تعالى: {لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد} وقوله تعالى: {ومن شكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإن ربي غني كريم} - وتقول: شكرته وشكرت له إذا أثنيت عليه وحمدته، والأكثر في هذا الفعل أن يتعدى باللام كما في وصية لقمان لابنه- وانظر (كافر وكفر) في البيت رقم -٤٢ - من معلقة لبيد رضي الله عنه. النعمة: المعروف والإحسان. مخبثة: مفسدة، أي مغيرة. نفس: انظر البيت رقم -٤٥ - من معلقة طرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>