للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

نصب حال من فاعل غدت المستتر على تقدير الواو، وهو قول ابن هشام في شذور الذهب، وإن اعتبرت (غدا) فعلاً ناقصًا، فاسمها ضمير البقرة، والجملة الاسمية خبرها، وهو كلام لا غبار عليه، وقال التبريزي: قال النحاس: الأجود في (كلا) أن تكون في موضع نصب على أنه ظرف، والمعنى فغدت في كلا الفرجين، وهذا كلام غير مسلم له. خلفها: بدل من كلا الفرجين. وأمامها: معطوف على سابقه بالواو العاطفة، وها: ضمير متصل في محل جر بالإضافة، والتقدير: فغدت كلا الفرجين خلفها وأمامها تحسب أنه مولى المخافة، هذا وجوز أن يكون (خلفها) مرفوعة على أنه بدل من (مولى) كما جوز أن يكون (مولى) مبتدأ وخلفها خبرًا، والجملة الأسمية هذه في محل رفع خبر أن، كما جوز أن يكون (خلفها) خبرًا لمبتدأ محذوف، وأمامها معطوفًا عليه، والتقدير: هما خلفها وأمامها، تأمل وتدبر والله أعلى وأعلم وأجل وأكرم.

٤٩ - حتى إذا يئس الرماة وأرسلوا ... غضفًا دواجن قافلاً أعصامها

المفردات. يئس: انظر البيت - ٧٨ - من معلقة طرفة. الرماة: جمع رام، وهو من يرمي بالنبل. غضفًا: جمع أغضف، والأنثى غضفاء، والغضف من الكلاب المسترخية الآذان، والغضف استرخاء الأذن، وهو مستعمل في غير الكلاب استعماله فيها. دواجن: معلمات ضاريات، والدواجن ما ألف البيوت واستأنس فيها من الحيوانات، والمفرد داجن وداجنة. أعصامها: بطونها، وقيل: بل أراد سواجيرها، وهي قلائدها من الحديد والجلود وغير ذلك، وقال بعض النحويين: واحد الأعصام عصام؛ وقال: هو جمع على غير قياس، وقال غيره: واحد الأعصام عصم، وقال: هو في الجمع بمنزلة قولك: قفل وأقفال، وبرد وأبراد.

المعنى يقول: إن الرماة لما أيسوا من البقرة، وأيقنوا أن سهامهم لا

<<  <  ج: ص:  >  >>