المعنى يقول: إن الأمكنة المذكورة قد خلت من سكانها وأهلها، وليس فيها أنيس.
الإعراب. الأسماء كلها معطوفة بالفاء العاطفة على الأسماء المذكورة في البيت السابق، وصرف راكس لضرورة الشعر، وذات مضاف وفرقين مضاف إليه مجرور، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة لأنه مثنى، والنون عوض من التنوين في الاسم المفرد، والفاء لا تفيد ترتيبًا ولا تعقيبًا، كما قد ذكرته مرارًا.
[٣ - فعردة، فقفاجبر ... ليس بها منهمو عريب]
المفردات. عردة: اسم هضبة، ويروي مكانه (فردة) وهي ماء من مياه نجد لجرم من طيئ. حبر: جبل في ديار سليم، ويروى (عبر) وهو موضع أيضًا. عريب: أحد لا يستعمل إلا في النفي وشبهه، ومثله أحد المذكور في البيت رقم -١١٤ - من معلقة عمرو بن كلثوم، ومثلهما (ديار) قال الله تعالي: {ولم يكن له كفوًا أحد}[الإخلاص: ٤] وقال جل شأنه حكاية عن قول نوح علي نبينا وعليه ألف صلاة، وألف سلام:{رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارًا}[نوح: ٢٦] والثلاثة بمعنى واحد.
المعنى يقول: وكذلك المكانان: عردة وقفا حبر ليس فيهما أحد، وقد أقفرا من أهلهما وسكانهما.
الإعراب. الفاء: حرف عطف. عردة: معطوفة على الأسماء المذكورة فيما سبق، قفا: معطوف أيضًا مرفوع وعلامة رفعه ضمة مقدرة على الألف للتعذر، وقفا مضاف وحبر مضاف إليه. ليس: فعل ماض ناقص. بها: جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب خبر ليس تقدم على اسمها. منهمو: جار ومجرور متعلقان بمحذوف حال من عريب، كان صفة له، فلما قدم عليه