جساس، أو مرة أباه، ولهم أيام أخر، منها يوم الذنائب، انتصر فيه مهلهل وبنو تغلب، وقتل من بني بكر مقتله عظيمة، فكان ممن قتل من بني شيبان الذين هم فرع منهم: شراحيل بن همام بن مرة، وهو ابن أخي جساس، وقتل أيضًا الحارث بن مرة، وهو أخو جساس، ومنها يوم واردات ظفرت فيه تغلب أيضًا، وكثر القتل في بني بكر، وقتل همام أخو جساس لأبيه وأمه، وجعلت تغلب تطلب جساسًا أشد الطلب، فقال له أبوه مرة: الحق بأخوالك بالشام، وأرسله سرًا مع نفر قليل، فبلغ مهلهلًا الخبر، فأرسل في طلبه ثلاثين نفرًا؛ فأدركوا جساسًا، واقتتلوا فلم يسلم من أصحاب مهلهل غير رجلين، وجرح جساس جرحًا شديدًا، ثم آل الأمر إلى أن قتل جساس أيضًا، فارسل أبوه يقول لمهلهل: قد أدركت ثأرك. وقتلت جساسًا، فاكفف عن الحرب، ودع اللجاج والإسراف، فلم يرجع مهلهل عن القتال حتى طالت الحروب بينهم، وأدركت تغلب ما أرادته من بكر، فأجازهم عند ذلك إلى الكف عن القتال، ثم فقد، فلم يمس إلا والحي منه خال اهـ قطعة العدوي بحروفه.
تنبيه أبيات هذه المعلقة من البحر الوافر.
[١ - ألا هبي بصحنك، فاصبحينا ... ولا تبقي خمور الأندرينا]
المفردات: هبي: قومي من نومك، يقال: دهب من نومه هبًّا إذا انتبه وقام من مضجعه، وأصل هبي اهببي، فنقلت حركت الباء الأولى إلى الهاء، ثم أدغمت الباء بالباء، ثم أسقطت الألف لعدم الابتداء بالساكن. الصحن: القدح الواسع الضخم، والتبن أكبر الأقداح، والرفد القدح الضخم، والكتن القدح الصغير، ومثله القمر، ثم العس أكبر منه، والقرو قدحٌ صغير، والقعب مثله، وكل منهما يروي الرجل الواحد. فاصبحينا: اسقينا شراب الصبوح، انظر البيت رقم - ٥١ - من معلقة طرفة.