للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

كما يجوز أن يكون محذوفًا، تقديره: قتلته. بالسيف: جار ومجرور متعلقان بالفعل قبلهما. عن حامي: جار ومجرور متعلقان به أيضًا، وعلامة الجر كسرة مقدرة على الياء للثقل، وحامي صفة لموصوف محذوف، وحامي مضاف والحقيقة مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل لمفعوله، وفاعله ضمير مستتر فيه. معلم: صفة ثانية للموصوف المحذوف.

٦٩ - ربذٍ يداه بالقداح إذا شتا ... هتاك غايات التجار ملوم

المفردات. الربذ: السريع الضرب، وأراد بالقداح قداح القمار والميسر، وقد كان القمار مدحًا عند العرب في الجاهلية لأنهم لم يأكلوا ما يربحونه على نحو ما رأيت في البيت رقم -٧٣ - من معلقة لبيد رضي الله عنه، وكان حقه أن يقول: (ربذة يداه) لأن اليد مؤنثة، وقد اختلفوا في تخريجه، فقال الفراء: يجوز في الشعر تذكير المؤنث الذي ليست فيه علامة التأنيث، وقال أبو جعفر النحاس والتبريزي: إن ربذًا نعت حقيقي لحامي الحقيقة، وفيه ضمير هو فاعله، ويداه بدل من الضمير المستتر. شتا: أراد إذا اشتد الزمان، ونزل القحط بالناس، وكان الشتاء عندهم أشد الأوقات عسرًا، وكان لا يجود فيه إلا الأجواد الكرماء. التجار: بكسر التاء وتخفيف الجيم الخمارون، جمع تجر الذي هو جمع لتاجر، كشرب وشارب، وسفر وسافر، والغايات العلامات والرايات التي كان الخمارون ينصبونها ليعرفوا بها، وأراد بهتكها قلعها، وانظر البيت رقم -٥٨ - من معلقة لبيد. ملوم: هو الذي يلام كثيرًا على تبذير ماله.

المعنى يقول: إن الرجل الذي شققت أوساط درعه بالسيف، سريع اليد، خفيفها في إجالة قداح الميسر في أوقات الشدة والعسر، وقد كان يأتي الخمارين، فيشتري كل ما عندهم من الخمر، فيقلعون راياتهم، ويذهبون، فذلك هتكه للرايات.

<<  <  ج: ص:  >  >>